الصلاة على محمد وآله في الميزان - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ٢٠١
الوجه في تشبيه الصلاة على محمد وآله في الصلاة على إبراهيم وآله مر علينا في (كيفية الصلاة على محمد واله (ص) في السنة النبوية) أن كثيرا من تلك الأحاديث تشبه الصلاة على محمد وآله بالصلاة على إبراهيم وآله وهنا يرد أشكال مشهور وهو أن أرباب فن البيان يصرحون بان المشبه به ينبغي أن يكون أقوى من المشبه، كما يقال مثلا: زيد كالأسد باعتبار إن الأسد أقوى من زيد، وهنا ليس كذلك، لان نبينا وآله أفضل وأشرف من إبراهيم وآله فكيف شبه الأفضل بالمفضول.
هذا الإشكال أستعرضه بعض العلماء والمؤلفين ومنهم السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) ج 1 ص 134. والعلامة الكبير الحجة السيد عبد الله شبر في كتابه (مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار) ج 1 ص 415، ونقل لحله عدة وجوه، والذي نختاره من تلك الوجوه وجهان.
الأول أنه لا يلزم أن يكون المشبه به أقوى من المشبه من كل وجه بل يلزم أن يكون المشبه به شيئا ظاهرا واضحا كما في قوله تعالى (الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح... ([النور / 36] ومعلوم أنه أين يقع نور المشكاة من نوره تعالى ولكن لما كان نور المشكاة أمرا واضحا ظاهرا في نظر السامع شبه بها نوره تعالى والمراد من نوره هو النور المستعار الذي يفيضه جل وعلا على من شاء، والذي يستنير به كل شئ (1).

(١) راجع مفصل تفسير الآية الكريمة في (الميزان في تفسير القرآن) للحجة السيد محمد حسين الطباطبائي ج 15 ص 131 وما بعدها.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 206 207 ... » »»