الخير والبركة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٢٤١
مرملين (1) مسنتين، (2) فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم، قال: هل بها من لبن؟ قالت: هي أجهد من ذلك، قال: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: بأبي أنت وامي إن رأيت بها حلبا فاحلبها.
فدعا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا في شاتها فتفاجت (3) عليه ودرت فاجترت، فدعا بإناء يربض (4) الرهط، فحلب فيه ثجا (5) حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم حتى أراضوا. (6) ثم حلب فيه الثانية على هدة (7) حتى ملا الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها.
فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزا عجافا؛ يتساوكن هزالا؛ (8) مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه، قال: من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب حائل، ولا حلوب في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا. (9)

١. مر ملين: أي نفد زادهم (النهاية: ٢ / ٢٦٥).
٢. السنة: الجدب (النهاية: ٢ / ٤١٣).
٣. التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين (النهاية: ٣ / ٤١٢).
٤. يربض الرهط: أي يرويهم (النهاية: ٢ / ١٨٤) وفي المعجم الكبير: " فتفاحت " بدل " فتفاجت ".
٥. فحلب فيه ثجا: أي لبنا سائلا كثيرا (النهاية: ١ / ٢٠٧).
٦. أراضوا: أي شربوا عللا بعد نهل حتى رووا، وقيل: أي ناموا على الأراض وهو البساط (النهاية: ١ / ٣٩).
٧. في بعض المصادر " على بدء " بدل " على هدة ".
٨. تساوكت هزالا: إذا اضطربت أعناقها من الهزال (النهاية: ٢ / ٤٢٥).
٩. المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٠ / ٤٢٧٤، المعجم الكبير: ٤ / ٤٨ / ٣٦٠٥، دلائل النبوة لأبي نعيم:
٢ / ٣٣٧ / ٢٣٨ كلاهما عن حبيش بن خالد، الطبقات الكبرى: ١ / ٢٣٠ عن أبي معبد الخزاعي نحوه، كنز العمال: ١٦ / ٦٦٩ / ٤٦٣٠٠؛ بحار الأنوار: ١٩ / ٩٩ / ٥٢ نقلا عن الفائق للزمخشري وراجع كشف الغمة: ١ / ٢٤، إعلام الورى: ١ / ٧٦ وراجع مسند ابن حنبل: ٩ / ٢١٨ / ٢٣٨٨٣ و ج ٥ / ١٧٤ / ١٥٠٣٢، مسند أبي يعلى: ٢ / ١٩٣ / ١٥١٤، السيرة النبوية لابن هشام: ٣ / ٢٢٩، صحيح مسلم: ٣ / 1625 / 174.
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست