أزوادهم فتجمعها ثم تدعو الله فيها بالبركة؛ فإن الله - تبارك وتعالى - سيبلغنا بدعوتك - أو قال: سيبارك لنا في دعوتك - فدعا النبي (صلى الله عليه وآله) ببقايا أزوادهم، فجعل الناس يجيؤون بالحثية (1) من الطعام وفوق ذلك، وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر فجمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو، ثم دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحتثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملؤوه وبقي مثله، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بدت نواجذه، فقال:
أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلا حجبت عنه النار يوم القيامة. (2) 919. الإمام الكاظم (عليه السلام) - في بيان معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) لنفر من اليهود -: إنه نزل بأم شريك، فأتته بعكة (3) فيها سمن يسير، فأكل هو وأصحابه، ثم دعا لها بالبركة، فلم تزل العكة تصب سمنا أيام حياتها. (4) 920. المستدرك على الصحيحين عن هشام بن حبيش بن خويلد: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط، مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي (5) بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم، فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم