الخير والبركة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٢٦
" الإحسان " أيضا: " كل معروف إحسان ". (1) الدعوة إلى مطلق البر من المنظور القرآني والحديثي يطلق لفظ " البر " (2) على جميع العقائد والأخلاق والمكارم والأعمال الصالحة، تماما كما هو الحال في الخير والمعروف (3)، كما أن القرآن حث على البر والتعاون عليه، في مقابل " الإثم "، يقول سبحانه:
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). (4) حكم الفطر السليمة ينتهي التفسير المار للخير والشر، وما يقع على شاكلتهما من الألفاظ والمصطلحات، إلى أن حكم الفطر السليمة وما تنتهي إليه من معرفة وتمييز هو أحد معايير معرفة " الخير " في مقابل " الشر "، و " المعروف " بإزاء " المنكر "، و " البر " في مقابل " الإثم "، و " الإحسان " في مقابل " الإساءة ". تأسيسا على هذا، لو أن الإنسان تردد في بعض المواضع وهو لا يدري في أن العمل الذي يريد إنجازه حسن هو فيقدم أم قبيح فيمسك، فإن الأحاديث الإسلامية عهدت رفع الشبهة وإزالة الالتباس إلى حكم وجدانه وما تقضي به فطرته؛ وبتعبير النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):
"... إن الخير طمأنينة، وإن الشر ريبة ". (5)

١. راجع: ح ٤٧ و ح ١ (الهامش).
٢. جاء في المفردات للراغب الأصفهاني قوله: " البر خلاف البحر، وتصور منه التوسع فاشتق منه البر؛ أي التوسع في فعل الخير ". كما جاء في النهاية لابن الأثير قوله: " البر - بالكسر -: الإحسان "، وفي مجمع البحرين: " البر - على ما قيل -: اسم جامع للخير كله ".
3. راجع: ص 45 (تفسير البر).
4. المائدة: 2.
5. راجع: ح 3.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست