مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٨
عبد العزيز، أو أي مسلم على الإطلاق، وتعمد عدم الصلاة على محمد وآله فصلاته باطلة! وهذا قمة الإلزام، وانتزاع الاعتراف الفردي والجماعي بتميز أهل بيت النبوة! لذلك فإن عودة حق القيادة والمرجعية لأهل بيت النبوة بعد موت الصحابة أمر طبيعي جدا "! ولا شئ يبقى أن يحول دون هذه العودة، أو على الأقل تجربة حالة الأمة بعد أن تعود إلى الطريق التي إليها أرشد الله ورسوله عباده!
أما خلفاء بطون قريش ومن والاهم، فيرون أن تجريد أهل بيت النبوة من حقهم بالقيادة والمرجعية نهائي ولا رجعة عنه، سواء أخلد الصحابة أم ماتوا جميعا " لأن الهاشميين، ومنهم أهل بيت النبوة، قد أخذوا النبوة واختصوا بها، فمحمد الهاشمي قد صار نبيا "، وسلمت له بطون قريش والعرب والمسلمون بهذه النبوة، فليس من المعقول أن تكون النبوة والخلافة من بعد النبوة أو الملك لبني هاشم!!
فتجتمع لهم النبوة والخلافة، وتحرم بطون قريش، ويحرم العرب، ويحرم المسلمون من هذين الشرفين معا "! والأوفق والأصوب على حد تعبير عمر بن الخطاب أن تكون النبوة لبني هاشم خالصة لا يشاركهم فيها أي رجل من البطون أو العرب أو المسلمين وأن تكون الخلافة أو الملك من بعد النبي لبطون قريش لأنهم أقرباء النبي ثم للعرب، ثم للمسلمين عند الاقتضاء لا يشاركهم بهذه الخلافة أو الملك أي هاشمي قط من أهل البيت أو من غيرهم، وهذه هي القسمة المثلى التي تحصن الناس المسلمين ضد الإجحاف الهاشمي! على حد تعبير عمر بن الخطاب (1).
وهذا يعني أن قرار تجريد أهل بيت النبوة من حقهم الإلهي بالقيادة والمرجعية من بعد النبي، صار سنة من سنن خلفاء البطون، التي تولت دولة البطون خلال حكمها التاريخي جعلها منهاجا " تربويا " وتعليميا "، سخرت كل موارد دولة البطون وإمكانياتها لغرسه في نفوس الرعية الإسلامية، بحيث لا يمكن

(1) راجع الكامل لابن الأثير 3 / 24، سيرة عمر من حوادث سنة 23 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 / 97 و 105 و 107، كما نقلها عن الإمام أحمد بن حنبل أبي الطاهر في تاريخ بغداد بسنده المعتبر عن ابن عباس.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257