مساحة للحوار - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٥٢
لكن عليا " ألحق بقائمة (أفضل المسلمين) صار خليفة بمواصفات الخلفاء الثلاثة الأول أغلقت دائرة الفضل العليا. لذلك سموا مرحلة حكم هؤلاء الخلفاء الأربعة بالخلافة الراشدة. ما يعني ضمنا " أن خلافة الخلفاء اللاحقين لم تكن راشدة. هذه حقيقة ما وصلوا إليه، وإن لم يصرحوا بعدم رشد الخلافة اللاحقة.
والخلاصة أن تصرفات الخلفاء وبخاصة الأول والثاني صارت بمثابة سوابق دستورية أو أعراف واجبة الاتباع، أو سنن تقف على قدم المساواة مع سنة الرسول! فولاية العهد سنها أبو بكر، فصارت سنة لكل الخلفاء، واختيار أو ترشيح سنة سنها عمر، وتقسيم الأموال بين الناس حسب منازلهم عند الخليفة سنة سنها عمر، وهي مناقضة لسنة الرسول الذي كان يوزع المال بين الناس بالسوية، فماتت سنة الرسول وعاشت سنة عمر وقد قالت شيعة الخلفاء إن هذا من قبيل الاجتهاد، فالرسول مجتهد وعمر مجتهد، ومن حق المجتهد أن يخالف مجتهدا " آخر، وصلاة التراويح سنة سنها عمر ولم يسنها رسول الله، ومع هذا فشيعة الخلفاء تلتزم بها بدقة.
الاعتقاد بمرجعية جميع الصحابة يعتقد شيعة الخلفاء أن الصحابة جميعا "، وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة الأول، مراجع من بعد النبي! بمعنى أن مراجع المسلمين من بعد النبي بعدد أفراد الصحابة، فإذا كان الصحابة مليون صحابي فمعنى ذلك أن المسلمين من بعد النبي مليون مرجع، وبوسع المسلم أن يأخذ أحكام دينه من أي مرجع منهم!! وبالتالي فإن أهل بيت النبوة ليسوا المرجع الوحيد، فما هم وفي أحسن الأحوال إلا بضعة عشر صحابيا " من جملة مليون صحابي!
قال أبو حنيفة: (إن لم أجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله أخذت بقول أصحابه، فإذا اختلفت آراؤهم في حكم الواقعة آخذ بقول من شئت وأدع من شئت...) (1).
وجاء في أعلام الموقعين لابن القيم الجوزية: (أن أصول الأحكام عند

(1) راجع أبا حنيفة للشيخ أبي زهرة ص 304، والإمام زيد لأبي زهرة ص 418.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 5
2 قصة تأليف الكتاب 7
3 شكوى صديق 7
4 الرغبة في المعرفة 7
5 خطة الحوار 8
6 الحوار في الكتاب 8
7 الباب الأول مفهوم الشيعة والتشيع الفصل الأول: معنى كلمة شيعة 13
8 الفصل الثاني: معنى كلمة شيعة في السياق التاريخي 21
9 الفصل الثالث: تدبير النبي وتدبير الشيع العربية 31
10 الفصل الرابع: شيعة أهل بيت النبوة، تكون وفرق 41
11 الباب الثاني الإمامة بعد وفاة النبي الفصل الأول: التنكر لنصوص الإمامة 73
12 الفصل الثاني: النصوص الشرعية الدالة على خلافة علي وإمامته 91
13 الباب الثالث عقيدة كل من الشيعة والسنة في جمع القرآن الكريم وذات رسول الله والأئمة من بعده، ومصادر التشريع الفصل الأول: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في جمع القرآن الكريم 105
14 الفصل الثاني: عقيدة أهل بيت النبوة وشيعتهم في رسول الله محمد (ص) والأئمة من بعده 115
15 الباب الرابع نظرية عدالة الصحابة الفصل الأول: نظرية عدالة الصحابة عند الخلفاء وشيعتهم 129
16 الفصل الثاني: الصحابة والصحبة في مفهوم أهل بيت النبوة وشيعتهم 167
17 الباب الخامس التقية والمتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة الفصل الأول: التقية 177
18 الفصل الثاني: المتعة في الإسلام وعند شيعة أهل بيت النبوة 185
19 الباب السادس الاختلافات الفقهية بين شيعة أهل بيت النبوة، وشيعة الخلفاء (أهل السنة) الفصل الأول: الوضع الأمثل وبذور الاختلاف 199
20 الفصل الثاني: محاولة لتقديم الإسلام في جو الخلاف والاختلاف 207
21 الفصل الثالث: نماذج من الخلاف والاختلاف بين المسلمين 219
22 الباب السابع الدعوة إلى وحدة المسلمين الفصل الأول: أسباب الخلاف والاختلاف 235
23 الفصل الثاني: منهاج دولة البطون التربوي والتعليمي 243
24 الفصل الثالث: من هم المراجع بعد الصحابة وسقوط دولة البطون؟ 257