لأكون مع الصادقين - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١١٣
عقله وأن (أمير المؤمنين) يطرب لشاعر فيقبل ذكره. ولماذا نستغرق في هؤلاء الذين حكم المسلمون بأنهم لا يمثلون إلا الملك العضوض ولا يمثلون الخلافة وذلك للحديث الذي يروونه وهو قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
" الخلافة من بعدي ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضوضا ".
وليس هذا موضوع بحثنا فمن أراد الاطلاع على ذلك فعليه مراجعة تاريخ الطبري وتاريخ ابن الأثير وأبي الفداء وابن قتيبة وغيرهم.
وإنما أردت بيان مساوي الاختيار وعقم النظرية من أساسها لأن من نختاره اليوم قد ننقم عليه غدا ويتبين لنا بأننا أخطأنا ولم نحسن الاختيار - كما وقع ذلك لعبد الرحمن بن عوف نفسه عندما اختار للخلافة عثمان بن عفان وندم بعد ذلك، ولكن ندمه لم يفد الأمة شيئا بعد توريطها، وإذا كان صحابي جليل من الرعيل الأول وهو عثمان لا يفي بالعهد الذي أعطاه لعبد الرحمن بن عوف، وإذا كان صحابي جليل من الرعيل الأول وهو عبد الرحمن بن عوف لا يحسن الاختيار، فلا يمكن لعاقل بعد ذلك أن يرتاح لهذه النظرية العقيمة، والتي ما تولد عنها إلا الاضطراب وعدم الاستقرار وإراقة الدماء، فإذا كانت بيعة أبي بكر فلتة كما وصفها عمر بن الخطاب وقد وقى الله المسلمين شرها، وقد خالف وتخلف عنها جمع غفير من الصحابة، وإذا كانت بيعة علي بن أبي طالب بعد ذلك على رؤوس الملأ ولكن بعض الصحابة نكث البيعة، وانجر عن ذلك حرب الجمل، وحرب صفين، وحرب النهروان، وزهقت فيها أرواح بريئة، فكيف يرتاح العقلاء بعد ذلك لهذه القاعدة التي جربت وفشلت فشلا ذريعا من بدايتها وكانت وبالا على المسلمين. وبالخصوص إذا عرفنا أن هؤلاء الذين يقولون بالشورى يختارون الخليفة ولا يقدرون بعد ذلك على تبديله أو عزله، وقد حاول المسلمين جهدهم عزل عثمان فأبى قائلا: لا أنزع قميصا قمصنيه الله.
ومما يزيدنا نفورا من هذه النظرية، ما نراه اليوم في دول الغرب المتحضرة والتي تزعم الديمقراطية في اختيار رئيس الدولة، وترى الأحزاب المتعددة تتصارع وتتساوم وتتسابق للوصول إلى منصة الحكم بأي ثمن، وتصرف من أجل ذلك
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 9
2 القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة وعند الشيعة الامامية 11
3 السنة النبوية الشريفة عند أهل السنة والجماعة وعند الشيعة الامامية 15
4 العقائد عند الشيعة وعند أهل السنة والجماعة 24
5 العقيدة في الله تعالى عن الطرفين 25
6 العقيدة في النبوة عند الطرفين 29
7 العقيدة في الإمامة عند الطرفين 35
8 الإمامة في القرآن الكريم 36
9 الإمامة في السنة النبوية 38
10 رأي أهل السنة والجماعة في الخلافة ومناقشته 42
11 ولاية علي بن أبي طالب في القرآن الكريم 45
12 آية البلاغ تتعلق أيضا بولاية علي 47
13 آية إكمال الدين تتعلق أيضا بالخلافة 63
14 مناقشة القول بأن الآية نزلت يوم عرفة 69
15 العنصر المهم في البحث 83
16 حسرة وأسى 99
17 تعليق على هامش البحث شواهد أخرى على ولاية علي 105
18 تعليق على الشورى 111
19 الاختلاف في الثقلين 115
20 الخلاف بين الصحابة في صحة الحديث وكذبه 122
21 - إختلاف عائشة مع أبي هريرة 123
22 - قصة أخرى يتناقض فيها أبو هريرة مع نفسه 124
23 - خلاف عائشة مع عبد الله بن عمر 124
24 - خلاف عائشة مع بقية أزواج النبي (ص) 124
25 إختلاف المذاهب السنية في السنة النبوية 125
26 إختلاف السنة والشيعة في السنة النبوية 126
27 القضاء والقدر على أهل السنة والجماعة 133
28 عقيدة الشيعة في القضاء والقدر 141
29 تعليقة على الخلافة ضمن القضاء والقدر 147
30 الخمس 149
31 التقليد 154
32 العقائد التي يشنع بها أهل السنة والجماعة على الشيعة 159
33 العصمة 165
34 عدد الأئمة الاثني عشر 171
35 علم الأئمة 173
36 البداء 177
37 التقية 183
38 المتعة أو الزواج المؤقت 191
39 القول بتحريف القرآن 199
40 الجمع بين الصلاتين 209
41 السجود على التربة 217
42 الرجعة (العودة إلى الحياة) 221
43 الغلو في حب الأئمة 225
44 المهدي المنتظر (عليه السلام) 231