كما أخرج الترمذي والحاكم وأبو نعيم عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحرس حتى نزلت (والله يعصمك من الناس) فأخرج رأسه من القبة فقال: أيها الناس، انصرفوا فقد عصمني الله.
وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحرس وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجلا من بني هاشم يحرسونه، فقال: يا عم إن الله قد عصمني لا حاجة لي إلى من تبعث.
ونحن إذا تأملنا في هذه الأحاديث وهذه التأويلات وجدناها لا تستقيم ومفهوم الآية الكريمة ولا حتى مع سياقها فكل هذه الروايات تفيد بأنها نزلت في بداية الدعوة حتى أن البعض يصرح بأنها في حياة أبي طالب يعني قبل الهجرة بسنوات كثيرة، وبالخصوص رواية أبي هريرة التي يقول فيها " كنا إذا صحبنا رسول الله في سفر تركنا له أعظم دوحة... الخ " فهذه الرواية ظاهرة الوضع لأن أبا هريرة لم يعرف الإسلام ولا رسول الله إلا في السنة السابعة للهجرة النبوية كما يشهد هو نفسه بذلك (1) فكيف يستقيم هذا، وكل المفسرين سنة وشيعة أجمعوا على أن سورة المائدة مدنية وهي آخر ما نزل من القرآن؟؟؟
فقد خرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت: لي يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت نعم، فقالت:
أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم من حرام فحرموه (2).