أمامة يقول: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت يا عم ما هذه الصلاة التي صليت قال العصر وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي كنا نصلي معه.
ومع وضوح هذه الأحاديث فإنك لا تزال تجد من يشنع بذلك على الشيعة، وقد حدث ذلك مرة في تونس، فقد قام الإمام عندنا في مدينة قفصة ليشنع علينا ويشهر بنا وسط المصلين قائلا: أرأيتم هذا الدين الذي جاؤوا به إنهم بعد صلاة الظهر يقومون ويصلون العصر، إنه دين جديد ليس هو دين محمد رسول الله، هؤلاء يخالفون القرآن الذي يقول (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) وما ترك شيئا إلا وشتم به المستبصرين.
وجاءني أحد المستبصرين وهو شاب على درجة كبيرة من الثقافة وحكي لي ما قاله الإمام بألم ومرارة، فأعطيته صحيح البخاري وصحيح مسلم وطلبت منه أن يطلعه على صحة الجمع وهو من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنني لا أريد الجدال معه فقد سبق لي أن جادلته بالتي هي أحسن فقابلني بالشتم والسب والتهم الباطلة - والمهم أن صديقي لم ينقطع من الصلاة خلفه فبعد انتهاء الصلاة جلس الإمام كعادته للدرس فتقدم إليه صديقي بالسؤال عن الجمع بين الفريضتين فقال: إنها من بدع الشيعة، فقال له صديقي: ولكنها ثابتة في صحيح البخاري ومسلم، فقال له: غير صحيح فأخرج له صحيح البخاري وصحيح مسلم وأعطاه فقرأ باب الجمع بين الصلاتين - يقول صديقي فلما صدمته الحقيقة أمام المصلين الذين يستمعون لدروسه، أغلق الكتب وأرجعها إلي قائلا:
هذه خاصة برسول الله وحتى تصبح أنت رسول الله فبإمكانك أن تصليها، يقول هذا الصديق فعرفت أنه جاهل متعصب وأقسمت من يومها أن لا أصلي خلفه (1).