قال: لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين الفريضتين في المدينة في غير سفر ولا خوف ولا مطر ولا ضرورة، وإنها فقط؟ لدفع الحرج عنا، وهذا بحمد الله ثابت عندنا من طريق الأئمة الأطهار وثابت أيضا عندكم.
- استغربت كيف يكون ثابتا عندنا ولم أسمع به قبل ذلك اليوم ولا رأيت أحدا من أهل السنة والجماعة يعمل به بل بالعكس يقولون ببطلان الصلاة إذا وقعت حتى دقيقة قبل الأذان فكيف بمن يصليها قبل ساعات مع الظهر، أو يصلي صلاة العشاء مع المغرب فهذا يبدوا عندنا منكرا وباطلا.
وفهم السيد محمد باقر الصدر حيرتي واستغرابي وهمس إلى بعض الحاضرين فقام مسرعا وجاءه بكتابين عرفت بأنهما صحيح البخاري وصحيح مسلم، وكلف السيد الصدر ذلك الطالب بأن يطلعني على الأحاديث التي تتعلق بالجمع بين الفريضتين. وقرأت بنفسي في صحيح البخاري كيف جمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فريضة الظهر والعصر وكذلك فريضة المغرب والعشاء كما قرأت في صحيح مسلم بابا كاملا في الجمع بين الصلاتين في الحضر في غير خوف ولا مطر ولا سفر.
ولم أخف تعجبي ودهشتي وإن كان الشك داخلني بأن البخاري ومسلم اللذين عندهم قد يكونان محرفين وأخفيت في نفسي أن أراجع هذين الكتابين في تونس.
وسألني السيد محمد باقر الصدر عن رأيي بعد هذا الدليل.
- قلت: أنتم على الحق، وأنتم صادقون في ما تقولون، وبودي أن أسألكم سؤالا آخر.
قال: تفضل.
قلت: هل يجوز الجمع بين الصلوات الأربع كما يفعل كثير من الناس عندنا لما يرجعوا في الليل يصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء قضاء.
قال: هذا لا يجوز.