قلت: إنك قلت لي فيما سبق بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرق وجمع وبذلك فهمنا مواقيت الصلاة التي ارتضاها الله سبحانه.
- قال: إن لفريضتي الظهر والعصر وقت مشترك ويبتدئ من زوال الشمس إلى الغروب، ولفريضتي المغرب والعشاء أيضا وقت مشترك ويبتدئ من غروب الشمس إلى منتصف الليل ولفريضة الصبح وقت واحد يبتدئ من طلوع الفجر إلى شروق الشمس فمن خالف هذه المواقيت يكون خالف الآية الكريمة (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) فلا يمكن لنا مثلا أن نصلي الصبح قبل الفجر ولا بعد شروق الشمس كما لا يمكن لنا أن نصلي فريضتي الظهر والعصر قبل الزوال أو بعد الغروب كما لا يجوز لنا أن نصلي فريضتي المغرب والعشاء قبل الغروب ولا بعد منتصف الليل.
وشكرت السيد محمد باقر الصدر، وإن كنت اقتنعت بكل أقواله غير أني لم أجمع بين الفريضتين بعد مغادرته إلا عندما رجعت إلى تونس وانهمكت في البحث واستبصرت.
هذه قصتي مع الشهيد الصدر رحمة الله عليه في خصوص الجمع بين الفريضتين أرويها ليتبين إخواني من أهل السنة والجماعة أولا، كيف تكون أخلاق العلماء الذين تواضعوا حتى كانوا بحق ورثة الأنبياء في العلم والأخلاق.
وثانيا: كيف نجهل ما في صحاحنا ونشنع على غيرنا بأمور نعتقد نحن بصحتها، وقد وردت في صحاحنا.
فقد أخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (1) عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة مقيما غير مسافر سبعا وثمانيا.
وأخرج الإمام مالك في الموطأ (2). عن ابن عباس قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير خوف