والشيعة الإمامية يقولون بأن المقصود بحديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " هم الأئمة الاثنا عشر من أئمة أهل البيت سلام الله عليهم وهم الذين أوجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على أمته أن تتمسك بهم وتتبعهم كما تتمسك وتتبع كتاب الله (1).
ولما أليت على نفسي فإني لا أستدل إلا بما يحتج به الشيعة من صحاح أهل السنة والجماعة فإني قد اقتصرت على ذلك، وإلا فإن في كتب الشيعة أضعاف ذلك وبعبارات أكثر صراحة ووضوحا (2).
على أن الشيعة لا يقولون بأن أئمة أهل البيت سلام الله عليهم لهم حق التشريح بمعنى أن سنتهم هي اجتهاد منهم، بل يقولون بأن كل أحكامهم هي من كتاب الله وسنة رسوله التي علمها رسول الله عليا وعلمها علي أولاده فهو علم يتوارثونه ولهم في ذلك أدلة كثيرة نقلها علماء أهل السنة والجماعة في صحاحهم ومسانيدهم وتواريخهم. ويبقى السؤال دائما يعود بإلحاح: لماذا لم يعمل أهل السنة والجماعة بمضمون هذه الأحاديث الصحيحة عندهم..؟؟؟
ثم بعد ذلك يختلف الشيعة والسنة في تفسير الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سبق لنا توضيحه في فقرة اختلافهم في تفسير القرآن، بالنسبة لمعنى الخلفاء الراشدين الذي ورد في حديثه صلى الله عليه وآله وسلم وصححه كل من الفريقين، ولكن يفسره السنة على أنهم الخلفاء الأربعة