رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.
رب وافتح بصيرة كل من يقرأ كتابي على الحقيقة التي تهدي بها عبادك المخلصين.
أما بعد، فقد لقي كتابي " ثم اهتديت " قبولا حسنا لدى القراء الأعزاء الذين أبدوا بعض الملاحظات الهامة حول موضوعات متفرقة في الكتاب المذكور وطلبوا المزيد من التوضيح في المسائل التي اختلف في فهمها كثير من المسلمين سنة وشيعة، ومن أجل رفع اللبس والغموض عن ذلك لمن أراد التحقيق والوقوف على جلية الأمر فقد ألفت هذا الكتاب بنفس الأسلوب الذي اتبعته هناك، ليسهل على الباحث المنصف الوصول إلى الحقيقة من أقرب سلبها، كما وصلت إليها من خلال البحث والمقارنة، وقد أسميته - على بركة الله - " مع الصادقين " اقتباسا من قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) *.
ومن من المسلمين يرفض أو يزهد في أن يكون مع أولئك الصادقين؟!
هذا ما اقتنعت به شخصيا، وما أحاول توضيحه لغيري ما استطعت إلى ذلك سبيلا، دون فرض لرأيي بل ومع احترامي لرأي غيري، فالله وحده الهادي وهو الذي يتولى الصالحين..
وقد اعترض البعض على عنوان الكتاب السابق " ثم اهتديت " لانطوائه على غموض قد يبعث على التأمل والتساؤل حول ما إذا كان الآخرون على ضلالة، وما مدلول تلك الضلالة إن قصد هذا المعنى؟ وعلى هذا الاعتراض أجيب موضحا:
أولا: جاء في القرآن الكريم لفظ الضلالة بمعنى النسيان، قال تعالى:
* (قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى) * (1). وقال عز وجل:
* (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) * (2). كما ورد القرآن الكريم