الذين اعتلوا منصة الخلافة بعد رسول الله، ويفسره الشيعة على أنهم الخلفاء الاثنا عشر وهم أئمة أهل البيت سلام الله عليهم.
ذلك إنا نرى هذا الاختلاف شائعا في كل ما يتعلق بالأشخاص الذين زكاهم القرآن والرسول أو أمر باتباعهم، مثال ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
" علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل " أو " العلماء ورثة الأنبياء " (1).
فأهل السنة والجماعة يعممون هذا الحديث على كل علماء الأمة بينما يخصصه الشيعة بالأئمة الاثني عشر ومن أجل ذلك يفضلونهم على الأنبياء ما عدا أولي العزم من الرسل.
والحقيقة أن العقل يميل إلى هذا التخصيص.
أولا: لأن القرآن أورث علم الكتاب للذين اصطفى من عباده وهو تخصيص، كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خص أهل بيته بأمور لم يشركهم فيها بأحد، حتى سماهم سفينة النجاة وسماهم أئمة الهدى ومصابيح الدجى والثقل الثاني الذي يعصم من الضلالة.
فظهر من هذا، أن قول أهل السنة والجماعة يعارض هذا التخصيص الذي أثبته القرآن والسنة النبوية، وإن العقل لا يرتاح إليه لما فيه من الغموض وعدم المعرفة بالعلماء الحقيقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم، وعدم تمييزهم عن العلماء الذين فرضهم على الأمة الحكام الأمويون والعباسيون، وما أبعد الفرق بين أولئك العلماء وبين الأئمة من أهل البيت الذين لا يذكر التاريخ لهم أستاذا تتلمذوا على يديه سوى أن يتلقى الابن عن أبيه ومع ذلك فقد روى علماء أهل السنة في علومهم روايات عجيبة وخصوصا الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الرضا الذي أفحم بعلومه أربعين قاضيا جمعهم إليه المأمون وهو