وهب أن الخيفة تأول وأخطأ لكنه ما هذا التبسط إليه بكله؟
وتقريبه وهو ممن يجب إقصاؤه، وإيواؤه وهو ممن يستحق الطرد، وتأمينه وهو أهل بأن يتهم، ومنحه أجزل المنح من مال المسلمين ومن الواجب منعه، وتسليطه على أعطيات المسلمين ومن المحتم قطع يده عنها؟
أنا لا أعرف شيئا من معاذير الخيفة في هذه المسائل - لعل لها عذرا وأنت تلومها - لكن المسلمين في يومه ما عذروه وهم الواقفون على الأمر من كثب، والمستشفون للحقائق الممعنون فيها، وكيف يعذره المسلمين ونصب أعينهم قوله عز من قائل: ﴿وأعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله﴾ (1)؟
أليس إعطاء الخمس لمروان اللعين خروجا عن حكم القرآن؟
أليس عثمان هو الذي فاوض بنفسه ومعه جبير بن مطعم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعل لقومه نصيبا من الخمس فلم يجعل ونص على أن بني عبد شمس وبني نوفل لا نصيب لهم منه؟
قال جبير بن مطعم: لما قسم رسول الله سهم ذي القربى بين بني هاشم وبني المطلب (2) أتيته أنا وعثمان فقلت: يا رسول الله هؤلاء بنو