من التابعين وإنما ولد بعد الفتنة وبعدما أبيحت مدينة رسول الله لجيش يزيد وفعلوا فيها ما فعلوا وقتلوا خيار الصحابة وانتهكوا فيها المحارم، وغيروا سنة الرسول ببدع ابتدعوها، فكيف يطمئن الإنسان بعد ذلك إلى هؤلاء الأئمة الذين رضيت عنهم السلطة الحاكمة لأنهم أفتوها بما يلائم أهواءهم.
وتكلم أحدهم وقال: سمعنا أنك شيعي تعبد الإمام عليا فلكزه صاحبه الذي كان بجانبه لكزة أوجعته وقال له: أسكت أما تستحي أن تقول مثل هذا القول لرجل فاضل مثل هذا وقد عرفت العلماء وحتى الآن لم تر عيني مكتبة مثل هذه المكتبة، وهذا الرجل يتكلم عن معرفة ووثوق بما يقول!.
أجبته قائلا: أنا شيعي هذا صحيح ولكن الشيعة لا يعبدون عليا وإنما عوض أن يقلدوا الإمام مالكا فهم يقلدون الإمام عليا لأنه باب مدينة العلم حسب شهادتكم، قال المرشد الديني: وهل حلل الإمام علي زواج الرضيعين؟.
قلت: لا ولكنه يحرم ذلك إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة مشبعات ومتواليات، أو ما أنبت لحما وعظما.
وتهلل وجه والد الزوجة وقال: الحمد لله فابنتي لم ترضع إلا مرتين أو ثلاث مرات فقط، وإن في قول الإمام علي هذا مخرجا لنا من هذه الورطة ورحمة لنا من الله بعد أن يئسنا.
فقال المرشد: أعطنا الدليل على هذا القول حتى نقتنع; فأعطيتهم كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي، وقرأ هو بنفسه عليهم باب الرضاعة، وفرحوا بذلك فرحا عظيما وخصوصا الزوج الذي كان خائفا أن لا يكون لدي الدليل المقنع وطلبوا مني إعارتهم الكتاب حتى يحتجوا به في قريتهم فسلمته إليهم وخرجوا مودعين داعين معتذرين.
وبمجرد خروجهم من بيتي التقى بهم أحد المناوئين وحملهم إلى بعض علماء السوء فخوفوهم وحذروهم بأني عميل لإسرائيل وأن كتاب منهاج الصالحين الذي أعطيتهم إياه كله ضلالة وأن أهل العراق هم أهل الكفر والنفاق وأن الشيعة