وقال أيضا: (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون) (1).
وإنني أتمنى من كل قلبي أن لا تشمل هذه الآيات، صحابة كبارا أمثال أبي بكر الصديق وعمر الفاروق..
بيد أنني أتوقف كثيرا عند مثل هذ النصوص لأطل على مقاطع مثيرة من علاقتهم مع الرسول صلى الله عليه وآله وما شهدتها تلك العلاقة من تخلف عن إجراء أوامره وتلبية طلبه في اللحظات الأخيرة من عمره المبارك الشريف مما أغضبه ودفعه إلى أن يأمر الجميع بمغادرة المنزل وتركه، كما أنني أستحضر أمامي شريط الحوادث التي جرت بعد وفاة الرسول وما جرى مع ابنته الزهراء الطاهرة (ع) من إيذاء وهضم وغمط وقد قال صلى الله عليه وآله: (فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني) (2).
وقالت فاطمة لأبي بكر وعمر:
نشدتكما الله تعالى ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب ابنتي فاطمة فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني، قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه) (3).
ودعنا من هذه الرواية التي تدمى القلوب، فلعل ابن قتيبة وهو من علماء أهل السنة المبرزين في كثير من الفنون وله تآليف عديدة في التفسير والحديث واللغة والنحو والتاريخ، لعله تشيع هو الآخر كما قال لي أحد المعاندين مرة عندما أطلعته على كتابه تاريخ الخلفاء، وهذه هي الدعاية التي يلجأ إليها بعض علمائنا بعدما تعييهم الحيلة، فالطبري عندنا تشيع والنسائي الذي ألف كتابا في