اللحية واللبس القصير... وما أشبه، مع وضع كل أعمال المسلمين في قائمة الشرك كان هذا هو مشروعهم الحضاري للأمة... ولكن عندما رفعت الشعارات الإسلامية كمنهج للحكم، وأصبحت هنالك جماعة إسلامية تتبنى العمل السياسي كضرورة دينية ملحة التفتنا، فإذا بنا نرى المنابر السياسية المعارضة تنصب في مساجد الوهابية بالسودان والعمل الذي كان حراما أصبح واجبا، بينما كنا في فترة سابقة نرى حانات الخمر أكثر من أفران الخبز دون أن تحرك الوهابية ساكنا، ولكن قوى الاستكبار تعرف كيف تحرك خيوطها التي جعلتها متشابكة داخل الأمة.
ونراهم اليوم تركوا كل شئ وصاروا يلفقون التهم والافتراءات على شيعة أهل البيت (ع) ويسخرون كل إمكانياتهم ضد الشيعة.... يكذبون عليهم... يؤولون كلامهم يخفون حقيقتهم، ولا أدري أين هم من القرآن الحكيم الذي نراهم يلقلقون به دائما وهم أبعد الناس عنه لأنهم لم يتدبروا آياته. كما لم يسعوا إلى إنزال الفكر القرآني إلى أرض الواقع فها هو القرآن يصدح (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
ويقول تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).. فأين هم من هذا الأدب الرفيع، ولا نجد لهم هما وهم يمارسون الدعوة سوى التكفير والتشهير والكذب والافتراء، والحديث حول الوهابية يطول ولنا معهم وقفة في مجال آخر إن شاء الله.
لهذه الأسباب وغيرها ارتأيت أن أكتب هذا الكتاب لأساهم في دفع الشبهات التي علقت في أذهان البعض ضد التشيع باعتباره الإسلام الصافي الذي به فقط تكون النجاة أمام الله سبحانه وتعالى، وهو بحث للجميع لم أبحث فيه عن التكلف وتركيب المصطلحات التي يصعب على فئة من الناس فهمها وليس القصد منه استعراض العضلات بقدر ما هو مشعل نور لمن أراد الاستبصار والوصول إلى الحقيقة وإخراج العقل من سجن الأوهام إلى حيث حلاوة الإيمان ولذته.