لهم طريق ذلك...
وهذا الكتاب ما هو إلا إثارة لدفائن العقول وتحفيز الآخرين للبحث عن الحقيقة التي كادت أن تضيع بين مطرقة اقتفاء آثار الآباء، والأجداد وسندان سياسة التجهيل التي مارسها العلماء في حق الأبرياء مثل هذا الشاب الذي أجريت معه الحوار، إن هنالك الكثير ما يزال على فطرته يريد الحق ولكن يلتبس عليه الأمر فيتمسك بما اعتقده من باطل وأصبح جزء من كيانه يدافع عنه بتعصب مانعا الحقيقة أن تتسرب إلى عقله.
لقد من الله علي بالهداية بفضله وأدخلني برحمته إلى حيث نور الحق، وشكرا لهذه النعمة يجب علي أن أبلغ للناس ما توصلت إليه.
لذلك أسطر هذه المباحث وأكتب هذا الكتاب إنه شعلة حق أخذتها من فاطمة الزهراء (ع) وأقدمها لكل طالب حق، ولكل باحث عن الحقيقة.
ومن الأشياء التي ملأتني حماسا أكثر للكتابة ما أراه وأسمع به يوميا من هجوم شرس يشنه أعداء الإسلام على الأمة، ومحاولاتهم المستمرة لتشويه صورة الدين الإسلامي النقية البيضاء التي أنزلت من قبل الله تعالى للبشرية وذلك بإثارة الفتن بين الطوائف الإسلامية ودعم الطفيليات الشيطانية التي غرست في جسد الأمة على حين غفلة، فكانت وبالا عليها. وستري عزيزي القارئ ذلك واضحا إذا تعرفت على سر الافتراءات التي يرو جونها ضد أنصار الحق (الشيعة).
وحتى تضيع هوية المسلمين كما يريد أعداؤهم كان لا بد من وجود بعض أدعياء الدين في أوساطنا، يتحدثون به وهم أبعد الناس عنه، ويحملون المعاول لهدم الأمة من الداخل ومن أبرز هؤلاء ما يسمون بالوهابية " قرن الشيطان الذي خرج من نجد كما تقول الأحاديث الشريفة " بثقافتهم التي تقوم على تكفير الجميع إلا أذيالهم، والمتتبع لسياستهم في تعاطيها مع واقع الأمة يدرك أنها ما كانت إلا لضرب الإسلام وتجريده من روحه وخصوصياته، لقد رأيناهم في السودان وهم يحرمون العمل السياسي في فترة زمنية معينة، ويلخصون كل شريعة السماء في حدود لا تتجاوز إطالة