المستجدات، جامعا لما تحتاج إليه الأمة، ولم يغلق باب الاجتهاد (1) عندهم، بل ظل مفتوحا طيلة القرون الماضية إلى يومنا هذا، فأنتج عبر العصور فقهاء عظاما، وموسوعات كبيرة لم يشهد التاريخ لها ولهم مثيلا، والمقام لا يتسع لبسط الكلام عن الفقه الجعفري كما أن مفهوم الاجتهاد عند الشيعة غير ما هو عند السنة، فليراجع معالم المدرستين ج 2.
إلا أن هنالك بعض الاختلافات بين الفقه الجعفري وفقه أهل السنة والجماعة حاول البعض أن يتخذها ذريعة ليرمي التشيع بكل فرية وتشويه، وأنا لست بصدد بيان كل مواقع الاختلاف، ولكني سأختار بعض المفردات عند الفقه الشيعي يثير حولها الجاهلون شبهات لاتهام الشيعة، سأطرحها لأبين رأي الدين فيها ثم أترك للقارئ الحكم.
وقبل ذلك أقول أن الاختلاف ليس في الفروع فقط، بل هنالك خلافات جوهرية في الأصول العقائدية.. فالحديث عن التوحيد يطول، يلتقي فيه أهل السنة مع الشيعة ويفترقون، فالله سبحانه وتعالى في كتب أهل السنة والجماعة والتي بلورها الوهابيون في كتبهم يمشي ويتحرك من مكان إلى آخر وينزل ويصعد ويضحك وله يدان وقدمان وساق... الخ حتى أبتعد الناس عن ربهم.
أذكر هنا أن أحد الشباب الذين خدعوا بالوهابية جرى حوار بينه وبين أحد الإخوة وكان محور حديثهما التوحيد وكان هذا الوهابي مصرا على أن لله مكانا وحيزا يوجد في العرش فوق السماوات، فقال له الأخ: يعني إذا اخترعت صاروخا يسير أسرع من الضوء واتجهت به إلى السماء هل بإمكاني الوصول إلى مكان الله ووجوده هناك؟