ولقد رفض عمرو مشاركة معاوية إلا مقابل جزء من دنيا معاوية فقبل معاوية أن يشتري منه دينه مقابل نصف دنياه. يقول المسعودي " وكان عمرو بن العاص قد انحرف عن عثمان لانحرافه عنه وتولية مصر غيره فنزل الشام، فلما اتصل به أمر عثمان وما كان من بيعة علي كتب إلى معاوية يهزه ويشير عليه بالمطالبة بدم عثمان وكان فيما كتب إليه: ما كنت صانعا إذا قشرت من كل شئ تمتلكه فاصنع ما أنت صانع، فبعث إليه معاوية فسار إليه، فقال له معاوية. بايعني، قال: لا والله لا أعطيك من ديني حتى أنال من دنياك، قال: سل، قال: مصر طعمة، فأجابه إلى ذلك وكتب له به كتابا، وقال عمرو بن العاص في ذلك ".
معاوي لا أعطيك ديني ولم أنل * به من دناكم فانظرن كيف تصنع فإن تعطني مصرا فارع صفقة * أخذت بها شيخا يضر وينفع (1) وجاء في تاريخ الطبري أن عمرو بن العاص قال لمعاوية " أما والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من ذلك ما فيها حيث تقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ولكن إنما أردنا هذه الدنيا فصالحه معاوية وعطف عليه " (2).
هؤلاء هم قادة جيش معاوية في صفين باعوا دينهم بدنياهم وحاربوا إمام زمانهم وخليفة المسلمين ومع ذلك يأتي من يقول أن معاوية وعمرو بن العاص صحابة ويجب التسليم!!
وما جرى من عمرو بن العاص ومعاوية في المعركة يبين مدى جبنهم وحرصهم على الحياة الدنيا، يقول المسعودي " ثم نادى علي: يا معاوية علام يقتل الناس بيني وبينك؟ هلم أحاكمك إلى الله. فأينا قتل صاحبه استقامت له الأمور، فقال عمرو لمعاوية: قد أنصفك الرجل، فقال له معاوية: