وروى أنس بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال للأنصار:
إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله على الحوض، قال أنس فلم نصبر " (1) وإليك هذه الحادثة التي توضح حال هؤلاء الصحابة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: أقبلت عير من الشام تحمل طعاما ونحن نصلي مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الجمعة فانفض الناس إلا اثني عشر رجلا فنزلت هذه الآية (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما).
وغير ذلك من الأحداث التي تبين الحالات المتباينة بين الصحابة، ولكن أهل السنة وخاصة علماءهم أبو إلا يطمسوا الحقيقة ويستغفلوا العامة بلعبهم على وتر العاطفة وارتباط الناس بدينهم فجعلوا الصحابة أصلا من أصول الدين لا يجوز النقاش فيه أو السؤال عنه أو الطعن فيه بينما يمكنك الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكل ارتياح، وأصبح عندهم الأمر عكسيا الأصل (النبوة) صار فرعا والفرع (الصحابة) أصبح أصلا، (وعند نقدك لأحد الصحابة تتهم بالزندقة وعندما تدافع عن عصمة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يثبتون بشتى الطرق أنه يخطئ ويسهو ويصيبه السحر وأن عمر بن الخطاب يفكر ويقدر أفضل منه) (2)، والمسلمون منقادون لعلمائهم بدون تعقل ودراية (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) (3). فخاضوا بهم في متاهات لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى، وكثيرا ما يشتبه البعض في الاستدلال على عدالة جميع الصحابة بقوله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) مع أن الآية تتحدث عن المؤمنين فقط وتحصر