وهنالك فئة كبيرة من المنافقين لم يتناساها القرآن وأشار إليها بوضوح في أكثر من مورد وهي جماعة لا يستهان بها.. ولكن للأسف ونحن ندرس التاريخ في مدارسنا لم نعلم منهم إلا عبد الله بن أبي سلول، وكلما ذكر النفاق في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قفز إلى ذهني هذا المنافق مع أن القرآن يركز عليهم بشدة وذلك لا يكون إلا إذا كانت حركة النفاق قوية جدا داخل المجتمع الإسلامي ولولا ذلك لم يولها القرآن هذا الاهتمام. والعجب كل العجب أن هذا التيار المنافق سكنت حركته بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا ندري لماذا؟ فهذه الفئة المنافقة إما أنها آمنت بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على يد الخلفاء الثلاثة، وإما وجدت الوضع ملائما في عهدهم فقفزت إلى أعلى مراكز السلطة وامتلكت قرار الأمة، والأخير أقرب، وما جرى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دليلنا على ذلك:
ما أن أجمع المسلمون على تنصيب علي (ع) بعد مقتل عثمان حتى برز النفاق من جديد ليقود الحرب ضد خليفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخاض علي الحروب المتتالية - الجمل، صفين، النهروان، وأخيرا استشهد ليعود الأمر كما كان عليه وتتسلط جبهة النفاق على رقاب المسلمين من جديد.
وهذه بعض من الآيات تبين مدى قوة جبهة النفاق في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
- (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون) (سورة التوبة: آية / 64).
- (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) (سورة التوبة:
آية / 101).