ويزول الالتباس بين الحق والباطل. وقد فهم المؤمنون الصادقون أن الحقد على آل محمد وكراهيتهم هو محور التحالف وقاعدته، وأن إقصاء أهل بيت محمد عن حقهم بقيادة الأمة هو الهدف المشترك للتحالف. وقد لاحظ المؤمنون الصادقون أن بطون قريش ومن خلفها أكثرية العرب قد اتحدت ضد علي وأهل بيت النبوة لتصرف عنهم القيادة كما اتحدت ضد النبي وبني هاشم لتصرف عنهم النبوة، فسالت نفوس المؤمنين الصادقين حسرات، وأدركوا أن جرح الإسلام خطير، وأن المعالجة أشد خطورة.
التحالف لم يتشكل عفويا لو أن قيادة التخلف رضيت بالله ورسوله، وقبلت ما اختاره الله ورسوله ما اختلف على علي ابن أبي طالب ولا على أهل بيت اثنان، ولما تجرأ أحد على نقض الترتيبات الإلهية، ولرافق تنصيب علي موت النبي، وصارا بمثابة خطوة تلي خطوة بلا رجة ولا هزة، ولكن قيادة البطون جرأت الناس على الترتيبات الإلهية، وجهرت بالطعن فيها، وكتلت الناس لإلغائها، وشككت برسول الله نفسه، وبقوله وفعله وتقريره واستبعدت أن تكون كل أقوال الرسول من الله تعالى، ثم واجهته شخصيا وقالوا للرسول أنت تهجر، فاستخف الناس بالترتيبات الإلهية، واغتنم المنافقون وأعداء الإسلام الفرصة وهم كثر، فالتفوا حول قيادة التحالف وشجعوهم ليمضوا قدما بالتفريق بين الرسول وبين القرآن، وبين الأمة وبين قيادتها الشرعية، وبين الترتيبات الإلهية وحظها من التطبيق وأعلن الجميع أنهم مجتهدون ضمن دائرة التوحيد والإسلام الكبرى!! وهكذا كان.