المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٦٠
والإنصاف أن ينال الهاشميون شرف النبوة والملك وحدهم، ولكن الإنصاف والصواب والعدل يتحقق بترك النبوة خالصة لبني هاشم، لا ينازعهم فيها أحد من البطون، وأن يترك الهاشميون الملك أو الخلافة للبطون لتداولها بينها وعلى هذا أجمعت بطون قريش المهاجر منها والطليق وسلمت أمرها لعمر بن الخطاب ولأخيه أبي بكر، فهما صهرا الرسول، وهما مهاجران، وليسا موضع شبهة وكان عمر بن الخطاب مهندس هذا الحل، ومنظر النظرية برمتها، وأحد الذين فتنوا بعبقرية هذا الحل وأعظم المخلصين له) 1 ما هي علاقة المنافقين بأحلام بطون قريش، ولماذا انضموا إلى هذا التحالف؟
منافقوا المدينة وما حولها من الأعراب ومنافقو مكة لعنهم الله جميعا كافرون بنبوة محمد، وكافرون بكل ما جاء به محمد، وقد أظهروا الإسلام نفاقا أما قلوبهم فهي تغلي بالكراهية والحقد على محمد وآل محمد، وفكرة القضاء على محمد مستحيلة وفكرة القضاء على دين الإسلام أكثر استحالة، وحيث إن بطون قريش قد قررت بالإجماع الاتحاد ضد آل محمد، ورفض ترتيبات محمد لعصر ما بعد النبوة فتلك فرصة المنافقين الذهبية للانتقام من آل محمد، ودورهم عن مركز القيادة، وللقضاء على دين محمد وذلك بتخريب الجانب السياسي منه، فإذا نجحت بطون قريش بخطتها فالدين سيخرب لا محالة،. هذا هو السبب بالتفاف كل المنافقين حول قيادة التحالف، وإخلاصهم لقضية قادة التحالف، وهذا هو السبب الذي أدى لذوبان النفاق بالتحالف، وتستره به، واختفاء كلمة النفاق من المسرح السياسي بعد موت النبي!!!
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»