المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٦٣
يجمع الهاشميون النبوة والملك معا، وأن النبوة تكفيهم، والطمع في الدين وما عند الله. وعلى هذا أجمعت قيادة التحالف وقاعدته المكونة من بطون قريش مهاجروها وطليقها مسلمها ومنافقها، وعلى هذا أجمعت قاعدة التحالف وجمهورها المكون من أبناء بطون قريش جميعا إلا الهاشميين.. وبني المطلب ومن عصم الله، ومن منافقي المدينة ومن حولها من الأعراب، ومن المرتزقة من الأعراب الذين لا هم لهم إلا المغنم تكييف التحالف صار التحالف دولة، له عيون والمتعاطفون معه حتى في داخل دار النبي نفسه، وصارت قيادة ظل مع وجود القيادة الشرعية، فإذا انتقل النبي إلى جوار ربه يتسلم التحالف السلطة بيسر وسهولة شعارات الدولة الجديدة محمد رسول الله بلغ الرسالة، وهي القرآن الكريم، هذ القرآن وحده يكفي الأمة لأنه كلام الله الذي بين كل شئ، ولا حاجة لحديث الرسول لأنه يورث الخلاف) ولا لفعل الرسول ولا لتقريره، فهو بشر!! فمن يترك رب البشر ويتمسك بالبشر!! والنبوة تكفي الهاشميين، والطمع بالدين،!! ولا حاجة لتميز أهل بيت النبوة بحجة أنهم أقارب بيت الرسول فبطون قريش كلها ذو قرباه ومشيخة بطون قريش أولى بمحمد،!! والأمر شورى.
مقطع عزل المؤمنين واقعيا عزل المؤمنون الصادقون وصاروا أقلية، وفوجؤوا بما يجري فإما أن يسيروا بمعاكسة التيار العام فيخسروا مصالحهم ويقفوا وجها لوجه أمام سلطة حقيقية تملك المال والدور والقوة، وقد يخسرون حياتهم ودينهم وإما أن يسلموا ما سلم الإسلام، وما سلمت أمور الناس ما داموا ضمن دائرة
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»