المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٦١
مقطع التشكيك بذات الرسول وعقله وقوله ورؤيته للمستقبل علاوة على الحركة التنظيمية للتحالف، وعلاوة على وحدة الهدف، فقد اتفق قادة التحالف على التشكيك بذات الرسول، وبعقله، وبقوله، وبرؤيته للمستقبل فزعموا أن كل أقوال الرسول لا ينبغي أن تحمل على محمل الجد، لأنه بشر معرض للخطأ للصواب ويتكلم بالغضب والرضا. وقد وثقنا هذا الزعم عند معالجة الشائعة الأولى، والدليل أنه يفقد السيطرة على أعصابه فيشتم الناس، ويسبهم ويلعنهم بدون ذنب ولا سبب، وقد وثقنا هذا الزعم عند معالجة الشائعة الثانية، ومما يزيد المخاوف أن النبي أحيانا يخيل إليه أنه يفعل الشئ وما فعله!!! وقد وثقنا هذا الزعم عند استعراض الشائعة الثالثة، والأدهى إن السن قد أثر عليه حتى أنه يسقط أحيانا من القرآن الكريم. وقد وثقنا ذلك عند طرح الإشاعة الرابعة، والمخيف بالرسول إنه يهجر فيطلق ألفاظه وأقواله دون أن يكون مالكا لقواه العقلية!! وقد وثقنا ذلك وأجمعت الأمة على واقعة صدور هذا اللفظ من عمر بن الخطاب، وهو تسيبي لا يهتم بمصلحة الأمة، حتى أنه مات وترك أمته بدون راع، والقرآن وهو برهان نبوته تركه بدون جمع!!!
كل هذه العيوب التي تضمنتها الشائعات الفاسدة تلقي ظلالا كثيفة من الشك بكل ما قاله النبي، وبكل ما أوحي به، وكل ما صدر منه خاصة في الجانب المتعلق بالقيادة من بعده، وتهيب بأصحاب الهمة لينقذوا الإسلام من هذا الرجل، ويخططوا لمستقبل الإسلام نيابة عنه!!! فالنبي من أحسن الأحوال ليس أكثر من مجتهد قد يصيب قوله وقد يخطئ، وقد من الله على الأمة بمئات المجتهدين كعمر وأبي بكر رضي الله عنهما، حيث ينظران فما وافق الصواب من كلام الرسول أقره المجتهدون وما خالف الصواب تركاه واجتهدوا غيره ولحسن حظ الإسلام أن القرآن موجود فالقرآن وحده يكفي، ولا حاجة لتوجيهات أو أقوال شخص كالرسول مشكوك بكل أقواله!!! شلت أيديهم ولعنوا بما قالوا. وقد حقق هذا
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»