سفيان وبكل الموازين فإن البطن الهاشمي هو أحد بطون قريش ال 25 والبطون الخمس والعشرين إخوة لا فرق بينهم، وقد بدأ الهاشميون الخصام والقطيعة فلم يقبلوا أن يسيروا مع إخوانهم بطون قريش ال 24 إنما انفردوا وشذوا عن البطون ورغبوا بالتميز عنه عنهم، وادعى أحدهم النبوة وهو محمد، فاضطرت بطون قريش مجتمعة أن تقف ضده، وأن تقاومه وتحاربه طوال 23 عاما ولكن الهاشميين انتصروا وتميزوا عن البطون بالنبوة وها هي البطون أخيرا مجتمعة تعترف بمحمد الهاشمي كنبي، فمن الحكمة أن تقف مطامع الهاشميين عند حد معين، وأن يكتفوا بتميزهم بالنبوة!!!
ولكن قادة التحالف يلاحظون أن محمدا والهاشميين لا يقفون عند حد معين. فمحمد ابن عمه علي بن أبي طالب للأمة ليكون الإمام والقائد والمرجع من بعده، ويقول محمد إن الله هو الذي أمره باختيار علي للقيادة والإمامة والمرجعية من بعده!!! وهذا أمر لا تقبله البطون، فمن غير المعقول أن النبي من بني هاشم وأن يكون خليفته من بني هاشم!!! هذا أمر يفوق التصور والتصديق!!!
ولا يكتفي محمد بذلك إنما يعطي أهل بيته دورا مميزا وأبديا. وها هو محمد يقول بأن الهداية لا تدركها الأمة إلا بالقرآن وبعترته أهل بيته معا، وليس بإمكان الأمة أن تنتخب الضلالة إلا بالقرآن وبأهل بيته معا!!!) 1 والكارثة أن محمدا يقول بأن الله قد أمره بإعلان ذلك. فإذا نجح محمد بمخططه هذا فإن الهاشميين سيحصلون على الملك والنبوة معا وينالون الشرفيين، ويحرمون البطون من هذين الشرفين معا!!! فمن غير الممكن أن يأمر الله بذلك وأن يخص الهاشميين بالنبوة والملك معا!! ومن غير الممكن أن يعطي أهل بيت محمد من دون البيوت دورا مميزا في الأمة!!! إن هذا هو الاجحاف بعينه.
الحل العادل وقد اتفقت بطون قريش المهاجر منها والطليق، على أن توجهات محمد ليست معقولة، وليست ودية، وفيها شئ من الاجحاف إذ ليس من العدل