هل لهذا الفريق دور بارز في معارك الإيمان التي جرت في عهد النبوة؟
يتسائل الإنسان المحايد عن مصلحة هذا الفريق الواحد من انحراف مسيرة الإسلام، ومن الاهتمام برسم معالم القيادة بعد وفاة النبي، فيخطر على البال ربما كان لهذا الفريق الواحد دور مميز في معارك الإيمان التي جرت في عهد النبوة المجيد؟
لقد قلنا إن قيادة هذا الفريق قد تكونت من خليتين. الخلية الأولى وتتكون من التسعة الذين عرفوا أنهم مبشرون بالجنة، والخلية الثانية تتكون من سادات قريش الذين أسلموا يوم الفتح، وقلنا إن الأساس الذي قام عليه الاتفاق بين الخليتين هو الاجماع على حرف مركز القيادة عن أهل بيت النبوة!! وللإجابة على السؤال الذي طرحناه نتناول الخلية الأولى المكونة من التسعة المبشرين في الجنة ونبحث عن أدوار مميزة لهم في المعارك التي جرت في عهد النبوة كانت معركة بدر أعظم معركة وأول معركة، ومع أن التاريخ قد كتبه قوم يتشيعون لرجالات الخلية الأولى إلا أننا لا نرى لأي رجل من رجالات هذه الخلية دورا مميزا في هذه المعركة فرئيس هذه المجموعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يروي أحد بأنه قد قتل رجلا واحدا من المشركين، صحيح أن الواقدي قد روى إن عمر قد قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة، وبالتتابع قال الواقدي إن عمار بن ياسر هو الذي قتل العاص، ثم قال ويقال إن الذي قتله هو علي عليه السلام، راجع مغازي الواقدي ج 1 ص 150. مما يعني أن رواية أن عمر قد قتل خاله غير صحيحة وأنها تتعارض مع سيرة عمره، ومع نسيجه النفسي، ومع طبيعة بني عدي التي تألف القتال، ومع أن بني عدي قد خرجوا مع بطون قريش تحت الضغط الشعبي لملاقاة محمد في بدر إلا أن بني عدي رجعوا من الطريق، فقال لهم أبو سفيان كلمته الشهيرة (لا مع العير ولا مع النفير) كما أثبتنا ذلك ووثقناه ولنفترض أن عمر قد قتل خاله، وهذا افتراض غير وارد فليس كثيرا على رجل له أحلام عمر ومظاهره أن يقتل أحد المشركين في معركة لها أهمية معركة بدر وتلت معركة بدر معركة أحد، ففر عمر من المعركة وترك رسول الله، وفي غزوة الخندق