والاجتهاد قد يستفيد منه أعداء الله فالحكم بن العاص عدوا لله كان يؤذي رسول الله في الجاهلية والإسلام، لعنه الرسول، ولعن أولاده راجع أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 27 و ص 28 ومستدرك الحاكم ج 4 ص 479 - 481. وأصدر الرسول أوامره بتغريب الحكم وولده، وقال (لا يساكني ولا ولده، وعندما تولى أبو بكر الخلافة راجعه عثمان للسماح بعودة الحكم بن العاص فرفض أبو بكر، وبعد توليه عمر راجعه عثمان لنفس الغاية فرفض عمر، وعندما تولى عثمان الخلافة أدخله معززا مكرما وألبسه جبة من طيلسان تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 164 وأعطاه صدقات المسلمين على سوقهم البالغة 300 ألف درهم راجع اليعقوبي ج 2 ص 168 ولما مات الحكم ضرب عثمان على قبره فسطاطا راجع أنساب الأشراف ج 5 ص 27 حزنا عليه، ولما قيل لشيعة عثمان لم فعل عثمان ذلك؟ قالوا (أداه اجتهاد إلى ذلك لأن الأحوال تتغير) راجع شرح النهج للعلامة المعتزلة بن أبي الحديد ج 1 ص 233 روى الحاكم عن عبد الرحمن بن عوف قال (كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي فدعا له. فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال الرسول (هذا الوزع بن الوزع الملعون بن الملعون) راجع مستدرك الحاكم ج 4 ص 479 - 481 ومع هذا أصبح هذا الولد بالاجتهاد رئيسا لوزراء المسلمين!!! وأعطى هذا الولد فدكا وهي التي أخذت من بنت رسول الله!! راجع شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 67 والمعارف لابن قتيبة ص 84. كل هذه المتناقضات قد جرت بدعوى الاجتهاد!!! وكثمرة من ثمرات الشائعات التي أطلقها قادة التحالف، والتي تظافرت معا وخلقت وضعا حقوقيا لا مثيل له!!!
وعلى فرض أن الرسول قد قال للناس (أن عليا بن أبي طالب) هو وليكم من بعدي و... الخ فأقوال الرسول هذه ليست ملزمة للأسباب الواردة وبالشائعات الآنفة الذكر، وأن أقوال الرسول من قبيل الاجتهاد وليست وحيا يحرم مخالفته!!! وهذه هي المرامي البعيدة لتلك الشائعة المشؤومة!!!