له عمر بن الخطاب فقال فورا دون أن يسأل عن مضمون الكتاب (حسبنا كتاب الله إن رسول الله قد هجر) وبدون ترو صاح الحاضرون من حزب عمر فقالوا القول ما قاله عمر!! إن رسول الله يهجر، واستغرب الحاضرون من غير حزب عمر وصعقوا من هول ما سمعوا فقالوا عفويا قربوا يكتب لكم رسول الله، وكان الحاضرون من حزب عمر يشكلون الأكثرية لأنهم أعدوا للأمر عدته فصاح عمر وأعوانه (حسبنا كتاب الله إن الرسول يهجر، واختلف الفريقان وتنازعوا، وصدم عمر وحزبه خاطر النبي فقال النبي للجميع (قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع وما أنا فيه خير مما تدعو لي إليه.... ولقد أصاب ابن عباس عندما سمى ذلك اليوم بيوم الرزية!!!
تكييف هذه الحادثة الرسول مريض ومسجى في بيته لا في بيت عمر، ويبدو واضحا أن عمر تلقى إشارة ما من بيت الرسول تفيد بأنه سيوصي تلك الليلة، فجمع عمر عددا من أفراد حزبه أحدهم أبو بكر فهما لا يفترقان أبدا كما أثبتنا وفوجئ الرسول بدخولهم، ولكنه مضى وقال قربوا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده. وكأن عمر يعرف مضمون الكتاب، وتناسي عمر أنه وحزبه زوار في بيت الرسول، وإن من حق المريض أن يقول في بيته ما شاء وقواعد الأدب تفرض على الزائر أن يلتزم حدوده، لقد تناسى عمر وصحبه ذلك وتصدوا للنبي في بيته وحالوا بينه وبين ما يريد، تلك حادثة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية،!! فعندما مرض أبو بكر قال قربوا أكتب فقربوا بكل الاحترام فقال لعثمان اكتب إني قد وليت عليكم... وأغمي عليه وانتظروه حتى أفاق فكتبوا كان عمر حاضرا وهو يقول للناس (أيها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله. راجع كتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية ص 367 وتاريخ الطبري ج 1 ص 2138 ط أوربا، وعمر