المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٥٥
محمد؟ فأجابه عمر (إن أدع فقد ودع من هو خير مني (يعني الرسول) وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني (يعني أبا بكر) فعمر صرح بأن الرسول لم يستخلف، ويساوي بتصريحه هذا بين فعل أبي بكر وفعل الرسول!!
وروى بن قتيبة في الإمامة والسياسة ص 22 (إن عمر لما أحس بالموت قال لابنه عبد الله (اذهب إلى عائشة واقرئها السلام، واستأذنها أن أقبر مع الرسول ومع أبي بكر، فأتاها عبد الله، فأعلمها فقالت حبا وكرامة، ثم قالت يا بني أبلغ عمر سلامي وقل له لا تدع أمة محمد بلا راع استخلف عليهم، ولا تدعهم بعدك هملا، فأني أخشى عليهم الفتنة!! فأتى عبد الله عمر فأعلمه فقال عمر ومن تأمرني استخلف لو أدركت.... الخ راجع أعلام النساء ج 2 ص 786 وأخرج البلاذري في أنساب الأشراف ج 5 ص 16 عن ابن عباس قال ( قال عمر لا أدري ما أصنع بأمة محمد وذلك قبل أن يطعن؟ فقلت ولم تهتم وأنت تجد من تستخلفه؟.....) تكييف هذه الشائعة راجت الشائعة التي روجها قادة التحالف، وقد اتضح أن أول من أطلقها هو أبو بكر وعمر وبفضل وسائل إعلام التحالف التي كانت تحت سيطرة قيادات التحالف طوال التاريخ تحولت هذه الشائعة إلى قناعة آمنت الأكثرية الساحقة لأنها صدرت عن أبي بكر وعمر وهما فوق الشبهات وقد رأينا أن عبد الله بن عمر وصف حالة ترك الأمة بدون راع بأنها تضييع للأمانة، وأنها تفريط، وأنها محل لوم يترفع عن الوقوع فيها راعي الإبل أو راعي الغنم، وإن ترك الأمة بدون راع يعني تركهم هملا على حد تعبير عائشة ويؤدي إلى الفتنة حسب توقع أم المؤمنين!!!
فهل يعقل بربكم أن يكون راعي الغنم أو الإبل أو عبد الله ابن عمر أو أم المؤمنين أبعد نظرا، وأدرك لعواقب الأمور من رسول الله وهو صفوة الجنس
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»