المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٥٤
أي ترك أمته بعده بغير راع وترك للأمة حرية اختيار هذا الراعي في ما بعد وبيان كيفية اختيارهم له!!!
وجاء في تاريخ الطبري ج 4 ص 53 وفي العقد الفريد ج 2 ص 254 أن أبا بكر قال في مرضه الذي توفي منه (.... ووددت أني سألت رسول الله لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد؟!! ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر نصيب؟!) فأبو بكر يؤكد هنا صحة هذا الشائعة.
وعمر هو ثاني من أشاع شائعة ترك الأمة بدون راعي.
أخرج أبو نعيم في حليته ج 1 ص 44 ومسلم في صحيحه والبخاري في صحيحه والبيهقي في سننه وابن الجوزي في سيرة عمر ما يلي (إن ابن عمر قال لأبيه إن الناس يتحدثون أنك غير مستخلف، ولو كان لك راعي إبل أو راعي غنم، ثم جاء وترك رعيته، رأيت أنه قد فرط، ورعية الناس أشد من رعاية الإبل والغنم!! ماذا تقول لله عز وجل إذا لقيته ولم تستخلف على عباده؟ قال ابن عمر (فأصابته كآبة، ثم نكس رأسه طويلا ثم رفع رأسه وقال (وأي ذلك أفعل فقد سن لي (إن لم أستخلف فإن رسول الله لم يستخلف، وإن أستخلف فقد استخلف أبو بكر)!!
وأنت تلاحظ أن عمر قد جعل أبي بكر سنة، وجعل فعل النبي سنة وأعطى نفسه صلاحية اتباع أي السنتين ولم يفرق بينهما!!! وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد تفكير طويل والحديث مروي عن ابنه، ورواه الثقات من شيعة الخليفتين!!! وعمر يؤكد في هذا الحديث بأن الرسول لم يستخلف!!!
وروى المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 253 (إن عبد الله بن عمر دخل على عمر بن الخطاب وهو يجود بأنفاسه فقال له (يا أمير المؤمنين استخلف على أمة محمد، فإنه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك، وترك إبله أو غنمه لا راعي لها للمته، وقلت له كيف تركت أمانتك ضائعة؟ فكيف يا أمير المؤمنين بأمة
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»