المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٥٦
البشري؟!! وهل يعقل يكون ابن عمر أو أبوه أو أم المؤمنين أو ابن أبي قحافة أكثر رحمة من النبي بأمته!!!
ثم فكرة ترك الرسول للأمة دون أن يعين خليفة من بعده، أو يبين على الأقل طريقة تعيينه، فكرة تتعارض مع كمال الدين وتمام النعمة!! وهل يعقل أن يبين الرسول المهم ويترك الأهم!!!
راجع كتابنا الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية ص 371 وما فوق تجد التنظير المنطقي لهذه الشائعة.
لأردنها للذي دفعها إلي أول مرة أخرج الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 74 كما أخرج أبو زرعة عن ابن عمر أنه قال (لما طعن عمر قلت يا أمير المؤمنين أو أجهدت نفسك وأمرت عليهم رجلا؟... فقال عمر (والذي نفسي بيده لأردنها للذي دفعها إلي أول مرة) ويقصد به عثمان حيث كلفه أبو بكر بكتابة عهده فقال لعثمان أكتب (إني قد وليت عليكم.... ثم أغمي على أبي بكر من شدة الوجع فكتب عثمان لعمر) أي أكملها عثمان من تلقاء نفسه ولما أفاق أبو بكر طلب من عثمان أن يقرأ له ما كتب، فسر الخليفة وقال لعثمان لو كتبت نفسك لكنت أهلا لها) بمعنى أن الذي ردها إليه هو عثمان وبالفعل فقد بر الخليفة بقسمه فولى عثمان عمليا بالرغم من (الديكور) أو طريقة الإخراج وقد أثبتنا عدم صحة هذه الإشاعة بكتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 195 وما فوق.
العجب العجاب المدهش أنه إذا كان رسول الله قد ترك الناس ولا راعي، أو بتعبيرهم خلى على الناس أمرهم، فلماذا لم يقتد الخليفتان بمحمد؟! ولماذا لم يخليا على الناس أمرهم!!
فقد استخلف أبو بكر عمر، واستخلف عمر عثمان. عمليا والستة نظريا) 2!!!
ومن العجب العجاب أن عملية استخلاف أبي بكر لعمر واستخلاف أبي بكر لعمر واستخلاف لعثمان تحت بأمر الرجلين وهما على فراش الموت، فأبو بكر يأمر والرعية تنفذ، وعمر يأمر والرعية تجري بين يديه وتنفذ وصيته كأنها نص إلهي، وبالمناسبة لست أدري
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»