المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٤٧
بكر وهو ملتزم بهذه السنة النبوية الفعلية. ولما تسلم عمر مقاليد الخلافة رأى أن سنة الرسول هذه ليست مناسبة، فلا يعقل أن تكون قريش كالأنصار،!! ولا يعقل أن يكون العرب كالعجم، أن يكون الصريح كالمولى،!!! ومن هنا فقد فضل المهاجرين كلهم على الأنصار كلها وفضل العرب على العجم، وفضل الصريح على المولى، وأعطى زوجات الرسول عطاء خاصا يفوق التصور والتصديق، وزائد عن حاجة كل واحدة منهن،!!! حتى أنه لم يساو بالعطاء بين زوجات الرسول نفسه،!! فميز بينهن فأعطى بعضهن أكثر من بعض.
وتصور عمر أن أسلوبه بتوزيع العطاء هو أفضل من أسلوب النبي، ومع الأيام اكتشف عمر أنه قد غرس في المجتمع المسلم بذور الطبقية، وأنه قد أوجد بعمله هذا الغنى الفاحش والفقر المدفع جنبا إلى جنب!! فطلحة والزبير وعثمان وابن عون يملكون الملايين!! وعمار وبلال وعامة الناس يموتون من الجوع!!!
ونتيجة عمله هذا أشعل بيديه دون أن يدري نار الصراع القبلي بين ربيعة ومضر، وبين الأوس والخزرج، وبين العرب والعجم وبين الصريح والمولى. راجع تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 106 و 107 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 8 ص 111، وظلت نيرانه تلك تكبر وتكبر حتى التهمت المجتمع الإسلامي وأفقدته صوابه!!.
عمر يكتشف أن رسول الله أهدى منه نجح عمر بإلغاء سنة الرسول التي تساوي بين الناس بالعطاء والمستندة إلى وحي إلهي إن اتبع إلا ما يوحى إلي (فهم فيه شركاء). ونجح بإحلال سنته الشخصية التي أوجدها لتحل محل سنة الرسول وبعد تسع سنين من تطبيق سنته الشخصية، اكتشف أن الرسول أهدى من عمر، وأن سنة رسول الله خير
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»