وبالرغم من وضوح الآية، ومن تواتر بيان النبي لهذه الآية إلا أن عمر بن الخطاب أبى أن يعطي بني هاشم كل سهمهم راجع صحيح مسلم ج 5 ص 195 ومسند أحمد ج 1 ص 248 و 294 و 304 وسنن الدارمي ج 2 ص 225 ومسند الشافعي ص 183 وحلية أبي نعيم ج 3 ص 205 (بحجة (أن قريش كلها ذو ربي) راجع تفسير الطبري ج 10 ص 5 والأموال لأبي عبيد ص 233 قال ابن عباس (سهم ذوي القربى لقربي رسول الله قسمه لهم رسول الله وقد كان عمر عرض علينا من ذلك عرضا فرأيناه دون حقنا فرددنا عليه وأبينا أن نقبله) راجع مسند أحمد ج 1 ص 224 و 320 وسنن أبي داود ج 2 ص 51 وسنن النسائي ج 2 ص 177 وسنن البيهقي ج 6 ص 344 و 345 وباختصار شديد ترك عمر نص الآية المحكمة، وبيان النبي لهذه الآية المتمثل بسنته الشريفة طوال عهده، واتبع رأيه لأنه اعتقد أنه رأيه أقرب للعدل كما يراه، وأسهل لتحقيق ما يريده لبني هاشم.
ندم عمر من المؤكد أن عمر عندما كان على فراش الموت استعرض بمخيلته كل حماسه واندفاعه، وندم على ما كان منه وقال (ليت أم عمر لم تلده) راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدنيوري ج 1 ص 15 وما فوق، ومن المؤكد أن عمر على الأقل اعترف بأنه قد أخطأ عندما رفع حكم الله، وألغى سنة رسول الله التي ساوت بين الناس في العطاء، ووضع بدلا منهما سنته الشخصية التي فضلت بالعطاء وعبر عن هذا الندم بقوله (إن عشت هذه السنة ساويت بين الله ... وصنعت كما صنع رسول الله وأبا بكر.