النبي على علم بموقف بطون قريش وموقف المنافقين كان النبي على علم يقيني بموقف بطون قريش وموقف المنافقين والمرتزقة من الأعراب، في قضية خلافة النبي والإمامة من بعده، وكان يعلم أن الذين اعترضوا على نبوته ورسالته وحاولوا أن يعرفوا فضل النبوة والرسالة عند سيعترضون على إمامة علي وسيحاولون أن يعرفوا عنه فضل الإمامة، وكان على علم بحجم التقارب بين بين بطون قريش ومنافقي المدينة وما حولها ومرتزقة الأعراب.
لكن مثل محمد لا ينحني أمام العواصف، ولا يثنيه شئ في الدنيا عن تبليغ رسالات ربه كاملة غير منقوصة، ومثله لا يصدر أحكاما على ما في نوايا الناس وضمائرهم، فقد يعدلون، أو يحدث الله لهم ذكرا لذلك فقد تابع تبليغ رسالات ربه، وبلغ الأمة مجتمعة ومنفردة أن إمام الأمة ومرجعها وقائدها من بعده هو علي بن أبي طالب والأئمة من ولده وسمى للناس اثنى عشر يوما، وركز تركيزا خاصا على علي بن أبي طالب لأنه أول الأئمة من بعده، وحتى لا ينسى المؤمنون ربط قضية الإمامة بأهل بيت النبوة، وربط أهل بيت النبوة بالقرآن الكريم فجعل القرآن هو الثقل الأكبر، وأهل بيت النبوة هم الثقل الأصغر، وأعلن استحالة الهدى بغير هذين الثقلين واستحالة تجنب الضلالة بغير التمسك بهذين الثقلين) 1 وأعلن أن أهل بين النبوة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) 2 وأعلن أن أهل بيت النبوة أمان للأمة، فلما يهتدى الناس بالنجوم أثناء سفرهم، كذلك فإن أهل البيت نجوم هداية الأمة) 3 وبين للناس بأن الله تعالى هو الذي أمره بهذه الإعلانات، لأنه يتبع ما يوحى إليه، وقد بلغهم هذه الإعلانات مغدرة إليهم) 4