المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٤
بأحاديث رسول الله المكتوبة أمر بتحريقها جميعا وحرقت بالفعل) راجع الطبقات لابن سعد ج 5 ص 140 جاء في كنز العمال حديث 4865 ج 5 ص 239 ومنتخب الكنز ج 4 ص 61 جاء في (أنه ما مات عمر حتى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق عبد الله بن حذيفة) وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر وقال لهم (ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق؟ قالوا أتنهانا؟
قال لا، أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم نأخذ منكم ونرد عليكم) وروى الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 2 - 3 بترجمة أبي بكر أن عمر حبس ثلاثة بتهمة (إنهم أكثروا الحديث عن رسول الله ولقد نهى عمر جيوشه عن التحديث عن رسول الله (راجع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ج 2 ص 147 وتذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 4 - 5 هذه السياسة الصارمة نحو رواية الأحاديث، ونحو حرق المكتوب منها تدل على حساسيته المفرطة تجاه أحاديث رسول الله، حتى ولو كان شخصيا هو الذي سمعها وموقفه بالحجرة المباركة ومواجهته للرسول وجها لوجه وقوله للرسول حسبنا كتاب الله يؤكد هذه الحساسية، وإن لم يكن أبو حفص مع قريش التي نهت عبد الله بن عمرو عن كتابة أحاديث الرسول فمن هي قريش إذا؟ صحيح أنه لم يكن أحد سادة قريش قبل الإسلام، وأنه كان شخصا عاديا، ولكنه نال الشرف بالإسلام، ونال العلا بمصاهرته لرسول الله فأصبح من سادة قريش، فمن غير الممكن أن تنهى قريش في غياب عمر!!!
ولما آلت الخلافة إلى عثمان بعد موت عمر كانت أول مشاريعه أن أصدر مرسوما بعدم جواز رواية أي حديث لم يسمع به في عهدي أبي بكر وعمر راجع منتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 4 ص 64
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»