أبي طالب لم يكن نكرة، ولا خامل الذكر فهو بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، المكنى بأبي طالب تعرفه وتعرف أباه وجده وجده العرب والعجم فهو شيوخ البطاح، وأبو طالب سيد مكة وحكيمها يعرفه العرب والعجم أيضا ويعرفون أنه هو الذي حمى الدعوة والداعية وربى النبي في حجره وبقي في بيته حتى تزوج خديجة بنت خويلد، والأهم من ذلك أنه ابن عم رسول الله، وزوج البتول فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وأن علي هو والد سبطي الرسول سيدي شباب أهل الجنة في الجنة وريحانتي النبي من هذه الأمة، ثم إن عليا بن أبي طالب هو فارس الإسلام، فهو الأشجع وهو الأقوى، وهو الأكثر جهادا، فمن يقل إنه فاق عليا بهذه الأمور أو تقدم عليه فهو كاذب، كائنا من كان، ومن كان في شك من هذا فليدلني الثقلان على رجل أجاب عمرو بن ود يوم الخندق غيره مع أن عمرو هذا قد بح صوته من النداء لجموع المسلمين!!! وليدلني الثقلان على واقعة هرب فيها، ولينفي الثقلان هروب غيره!!!
ثم إن عليا هو الأعلم بالنص) 1 وهو المخول ببيان ما تختلف فيه الأمة من بعد النبي بالنص) 2 وهو الهادي بالنص) 3 وهو المخول بأن يؤدي عن النبي بالنص) 4 وهو الأعدل بالنص) 5 وهو الأفضل بالضرورة والعقل والنص) 6 وباختصار فإن عليا بن أبي طالب في العرب كالقمر في رابعة السماء يستمد نوره وبهاءه من شمس دين الإسلام وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعندما يقدمه النبي للأمة كقائد وكمرجع وكإمام لها من بعد النبي فإنه يقدم الذي اختاره الله تعالى لمهمة الإمامة والقيادة والمرجعية وأهله لذلك،