إن الجواب المنطقي الوحيد هو أن قبيلة أسلم بالصورة كاملة، وأنها على موعد لتأييد النظام الجديد، (حيث ضاقت بهم السلك على حد تعبير عمر رضي الله عنه) 1 والمؤكد أن بطون قريش قد اتحدت بعد الفتح ضد علي وإمامته وضد بني هاشم، تماما كما اتحدت بطون قريش ضد محمد ونبوته وضد بني هاشم، ولكنهم هذه المرة قالوا بأن محمدا من قريش وأن عشيرته أولى به) 2 وأن علي والهاشميين طلاب زعامة، ولا ينبغي أن يتولى الإمارة طالبها!!
ومن المؤكد أيضا بأن بطون قريش قد تحالفت مع المنافقين في المدينة وما حولها ومع المرتزقة من الأعراب ومن المؤكد أخيرا بأن قيادة بطون قريش قد اجتذبت إليها قطاعا كبيرا من الأنصار.
وأنهم جميعا حلفاء!!
قيادة هذا التحالف من المؤكد أن القائد العام لهذا التحالف هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلو شاء عمر لكان هو الخليفة الأول) 2 وأن نائب القائد العام هو أبو بكر رضي الله عنه) فهما معا لا يفترقان في عمل ولا مسير ولا منزل) كما قال الواقدي في كتابه ج 2 ص 449، وقد آخى الرسول بينهما قبل الهجرة وبعدها) 3 وكلاهما نال شرف مصاهرة الرسول فقد زوج عمر ابنته حفصة لرسول الله وزوج أبو بكر ابنته عائشة لرسول الله، ومن المدهش أن عائشة وحفصة كانتا يدا واحدة كما يقول الواقدي في مضاربه، وكانتا معا حتى على الرسول نفسه، انظر قوله تعالى (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما، وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين...) سورة التحريم آية رقم 4 (فألف المثني بكلمتي تتوبا، وتتظاهرا) تشمل السيدتين عائشة وحفصة راجع على سبيل المثال تفسير بن كثير ج 4 ص 635 و 636 طبعة إحياء التراث