كيف انتهت ظاهرة النفاق ومتى؟
بقيت ظاهرة النفاق من أبرز الظواهر التي رافقت نشوء دولة النبي، واستمرت طوال حياته المباركة، وحتى بعيد وفاته بقليل فلما نجحت بطون قريش بانقلابها الأسود على أهل بيت النبوة، وقف المنافقون وقفة رجل واحد مع بطون قريش التي كان يقودها عمر وأبو بكر وأبو عبيدة رضي الله عنهم. لم يقف المنافقون معهم حبا بالبطون ولا بقيادتها، ولكن كانت الغاية من وقفة المنافقين الحيلولة بين أهل بيت النبوة وبين حقهم بقيادة الأمة، وغاية المنافقين البعيدة المدى كانت تخريب النظام السياسي الإسلامي عن طريق الخطوة الكبرى المتمثلة بإقصاء القيادة الشرعية.
وكانت وقفة المنافقين تلك نقطة تحول في تاريخ الأمة، وفي تاريخ ظاهرة النفاق، إذ من تاريخ تلك الوقفة أصلح الله المنافقين بيوم وليلة، واختفت كلمة النفاق نهائيا، ولم يرو أي راو على الاطلاق أن أحدا من المنافقين قد عارض أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية أو أحد ملوك بني أمية أو ملوك بني العباس، وكأنهم كانوا ينتظرون موت الرسول ليصلحوا أنفسهم بيوم وليلة، وليوالوا أي أي والي يتولى أمورهم باستثناء أهل بيت النبوة، فعندما آلت الأمور إلى علي اتحدوا ضده، ولكن بلباس المؤمن لا بلباس المنافق.