المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٢٤
ومضى رسول الله بتبليغ رسالات ربه، وبتقديم الإمام من بعده بمختلف وسائل التبليغ وطرق الكشف، وبكشف خدع المنافقين والبطون وأساليبهم الملتوية وبدون إثارة خطة بطون قريش والمنافقين لإجهاض مؤسسة الإمامة بعد موت النبي 1 - التحالف بعد فتح مكة وتصفية جيوب الشرك أدركت بطون قريش المهاجرون منها والطلقاء بأن النبي قد بدأ بترتيب عصر ما بعد النبوة وأن أجل النبي قد دنى، وأدرك المنافقون ما أدركته البطون وأيقنوا جميعا بأن محمدا يخطط ليكون الإمام من بعده ابن عمه وزوج ابنته ووالد سبطيه علي بن أبي طالب، وأيقنت البطون بأنه إذا نجح النبي بتنصيب علي بن أبي طالب إماما من بعده فلن تخرج الإمامة من الهاشميين إلى يوم الدين، وستجمع الأمة على قيادتهم. وهكذا يجمع الهاشميون النبوة والإمامة معا أو النبوة والخلافة معا أو النبوة والملك معا على حد تعبير عمر بن الخطاب فإذا فعلوا ذلك يجحفون على قومهم بجحا بجحا على حد تعبير عمر بن الخطاب أيضا) 1 لذلك لملمت البطون نفسها لمواجهة نوايا محمد، وحدث تقارب جدي بين الذين أسلموا من البطون قبل فتح مكة وبين الطلقاء الذين أسلموا بعد الفتح. فصار عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو مهاجر حليف حقيقي لأبي سفيان ومعاوية ويزيد والحكم بن العاص وهم طلقاء، وتكونت وحدة حال بين التسعة المبشرين في الجنة وبين قادة الطلقاء وأفرادهم بمعنى أن الذين
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»