أسلموا من بطون قريش قبل الفتح شكلوا جبهة واحدة مع الذين أسلموا بعد الفتح، وصار لمنتسبي بطون قريش موقف موحد أو مشابه من كل الأحداث كانت البطون تحكم بلدة مكة وفق صيغتها السياسية الجاهلية وها هو محمد يصنع ملكا عظيما وهو حكم العرب، فلا مصلحة البطون قريش أن تعترض على نبوة محمد فضلا عن عدم جدوى هذا الاعتراض والأفضل للبطون أن تتمسك بنبوة محمد، وأن تعترف بحق الهاشميين الشرعي بالنبوة، ومقابل اعترافها هذا يجب أن يعترف الهاشميون بحق البطون بالملك. وتلك هي القسمة العادلة (للهاشميين النبوة خالصة من دون البطون، وللبطون الملك تتداوله في ما بينها خالصا من دون الهاشميين) وهذا هو وجه الصواب والتوفيق على حد تعبير منظر البطون عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولكن محمد غير قابل بهذه القسمة وهو يخطط لإقامة إمامة يديرها اثني عشر إماما من أهل بيته يحكمون بالتتابع والأفضل للبطون أن تترك محمدا وشأنه وأن يقيم تحالف حقيقي بينها وبين الجميع بما فيهم المنافقين، حتى إذا انتقل محمد إلى جوار ربه حصر على والهاشميون وصفقوا وحدهم، وهكذا اتحدت البطون بعد الفتح ضد علي وبني هاشم لإجهاض الإمامة كما اتحدت ضد محمد وبني هاشم لإجهاض النبوة.
وتحقيقا لهذا الهدف مدت قيادات البطون أيديها إلى المنافقين وإلى ووضعتهم بما يلزم بالصورة وتحالفت مع طلاب المصالح من الأنصار. لست أدري كيف نفسر قول عمر بن الخطاب (فما أن رأيت أسلم حتى أيقنت بالنصر) 1 ما الذي أخبر عمر بأن أسلم ستحضر!!
وكيف عرف عمر أن قبيلة أسلم معه وأنها تؤيد نظامه الجديد!!