وأظهرت الإسلام، والموالاة لمحمد وآله، وأبطنت الكفر والفسوق والعصيان والحقد الأسود على محمد وآله، وقد برزت ظاهرة النفاق بعد أن نجح الرسول بتكوين كيان سياسي في المدينة المنورة وبعد أن أعز الله جانبه، فلم يقوى أعداؤه من أهل المدينة ومن حولها على الجهر بمعاداته أو السير بعكس تيار القوة الغالبة في المجتمع فانتشر النفاق في المدينة وما حولها من الأعراب قال تعالى (وممن حولكم من الأعراب منافقون، ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) سورة براءة آية 101 وقويت شوكة منافقي المدينة وما حولها بفتح مكة وانهيار آخر معاقل الشرك، فلم يعد بوسع أحد كائنا من كان بالجهر بمعارضة دين الإسلام أو قيادة النبي فتوسعت ظاهرة النفاق، إذ اضطر قادة البطون أن يظهروا الإسلام والموالاة للنبي وآله رغبة أو رهبة وأن يخفوا غير ذلك، ومن هنا حدث تقارب مذهل بين منافقي المدينة وما حولها ومنافقي مكة والمنافقين من الأعراب (قال تعالى (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء...) سورة التوبة آية 98 فهؤلاء الأعراب لا خلاق لهم ولا دين ولا هم لهم إلا المغنم والمكسب المادي، فهم جميعا ضد من تدور عليه الدائرة ليغنموا ووصل التقارب بين الفرقاء الثلاثة (بطون قريش ومنافقو المدينة وما حولها والأعراب أحصاب الدوائر) إلى حد التحالف الجامع المشترك بطون قريش تحسد محمدا وبني هاشم لأن الله قد اختصهم بالنبوة وفضلهم على البطون، ونتيجة للحرب التي دارت بين محمد وبين البطون فقد قتل حمزة وعلي (ومحمد) سادات بطون قريش فجمعت البطون
(٣٢٠)