المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣١٢
الباب الثالث البطون تواجه النبي بعد إسلامها الفصل الأول مفتاح النصر الأعظم وأساسه الأوحد شخص محمد بالذات كإمام أو كقيادة سياسية، وما جاء به محمد من عند الله كشريعة أو كقانون هما الأساس الأوحد بنيت عليه الأمة الجديدة، وهما مفتاح كل الانتصارات التي تعاقبت طوال عهد النبوة الذي استمر 23 عاما. ودور الأمة منحصر بقبول محمد كقيادة سياسية ومرجعية، وبقبول ما جاء به محمد كقانون نافذ. وقد اختار الله محمدا كإمام أو كمرجع أو كقائد، لأنه الأعلم، والأفهم، والأفضل، والأتقى، والأقدر حسب علم الله القائم على الجزم واليقين. ومن نزل عليه القرآن وما أوحاه له وألهمه إياه لتكون جميعها بمثابة قانون نافذ يسري على النبي وعلى رعايا دولته، وقد اختار الله قواعد هذا القانون لأنها الأنسب والأصلح لتنظيم كافة العلاقات الناشئة عن وجود الدعوة والدولة معا. بمعنى أن إمامة أو قيادة أو مرجعية محمد بالذات وتطبيق القواعد والقوانين الإلهية تقود حتما إلى الانتصار الأعظم وإلى المثالية المطلقة، التي تجلب منافع الاجتماع والدولة، وتجنب شر حالة الاجماع والدولة. لأن الدولة أي دولة تقبض على مقاليد الأمور وتحوز الأرزاق وتنقلب إلى قوة رهيبة لا طاقة للأفراد ولا للمجتمع بمواجهتها إن لم تكن بيد أمينة أو تكون هناك ضمانات فعلية بأن لا تستعمل الدولة قواها الرهيبة استعمالا سليما.
عناصر النصر الأعظم وأساسه الأوحد وإذا أردنا أن نجمل ونكشف للتوضيح عناصر النصر الأعظم
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»