المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٣٣
صهر الرسول، ومن المؤكد أن عثمان رضي الله عنه شريكهما بهذا النهي فهو من رجال عمر، ومن المقتنعين بنظرياته، وهو أموي وتره الهاشميون بأقاربه شيوخ الوادي وهو يعتقد أن التحالف قد ينجح، ومن الممكن أن يحصل على نصيبه وافرا، ومن جهة ثانية فليس هو بمتهم فهو مهاجر وصهر الرسول أيضا!!
ما هو دليلنا على أن هذا النهي صدر عن الثلاثة وأن الإشاعة قد انطلقت منهم؟
لما آلت الخلافة إلى أبي بكر الصديق كأن أول مشروع فعله هو جمعه للأحاديث النبوية التي كتبها هو شخصيا وقيامه بإحراقها كما روت السيدة عائشة ابنته وأم المؤمنين) 1 وكان المشروع الثانية أن جمع الناس وقال لهم (إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديثا تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله) راجع تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 2 - 3 فهذا الموقف المعلن من أبي بكر، وقناعته بأن التحديث عن رسول الله يورث الخلاف، وقيامه بإحراق الأحاديث التي جمعها شخصيا يدل على حساسيته المفرطة من أحاديث رسول الله وأنه أحد الذين نهوا ابن عمرو عن كتابة أحاديث الرسول تحت شعار أنه يتكلم في الغضب والرضى، ثم من هي قريش إن لم يكن أبو بكر وهو أحد شيوخها منها!!
وعندما آلت الخلافة عمر بن الخطاب بعد موت أبي بكر كان أول مشاريعه أن طلب من الناس وناشدهم ليأتوه بأحاديث رسول الله التي كتبوها، وظن الناس أن عمر يريد أن يجمع أحاديث رسول الله فأتوه بها، فلما أتوه
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»