المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣١٧
العظيم الذي صنع المعجزات فوحد العرب وحولهم من دين إلى دين بمدة فصلية أم تتجاوز العشر سنين، وتبين أن رسول الله يوم أعلن النبوة والرسالة والكتاب أعلن بنفس الوقت نبأ ولاية العهد أو الإمامة من بعده، فقد صرح الرسول بنفس الجلسة التي أعلن فيها بنبوته بأن ولي عهده والإمام من بعده هو علي بن أبي طالب حيث قال له (أنت أخي وخليفتي ووصيي فيهم من بعدي)، أو أن هذا أخي وخليفتي ووصيي فيكم من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا) 1 ومن الطبيعي أن الرسول لم يفصل ذلك من تلقاء نفسه، إنما هو أمر إلهي تلقاه من ربه، وأمره بإعلانه بنفس الوقت الذي أعلن فيه أنباء النبوة والرسالة والكتاب،.
ومن ذلك التاريخ لم يصدر أمر إلهي بإلغاء أو فسخ قرار تعيين الإمام علي وليا للعهد، وخليفة من بعد النبي، حيث بقي هذا الأمر الإلهي ساري المفعول من بدء الدعوة إلى ما بعد الفتح واستمر ساريا مفعوله، لأنه لم يلغ ولم ينسخ، والمسلمون يعلمون ذلك، وبطون قريش تعلم ذلك علم اليقين، ومن دخل الإسلام أو تظاهر بدخوله يعلم ذلك أيضا.
وعندما صدر الأمر الإلهي لم تحمله بطون قريش على محمل الجد، لأنها استبعدت أن ينجح محمد بدعوة كأ؟ وبتأسيس ملك.
ولما أراد الرسول بعد نجاحه أن يذكر الناس بأنه ميت لا محالة وأنه قد نعى إلى نفسه، وأنه لا بد للناس من إمام وقائد ومرجع من بعده يأخذهم بالحق ويقودهم بالهدى، وأن هذا الإمام هو علي بن أبي طالب اختاره الله وأهله للقيادة والإمامة والمرجعية من بعد النبي وأمر نبيه أن يعلن ذلك بيوم وساعة إعلان نبأ النبوة والرسالة حتى تكون الأمور واضحة بعد موت النبي ولا يختلف عليه اثنان الإمام من بعد النبي كان معروفا للجميع الإمام الذي اختاره الله تعالى، للإمامة والقيادة من بعد النبي وهو علي بن
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»