المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٣٠٩
مع اليهود وجمعوا أكبر تجمع شهدته الجزيرة وقبل تاريخه وجيشوا جيشا مقداره عشرة آلاف مقاتل، وساروا إلى المدينة لتنفيذ خطتهم القاضية باستئصال محمد وقد عرف هذا التجمع بالأحزاب (ووقعة الخندق) ولكن الله هزم الأحزاب، واستمر النبي بحصاره لطرق تجارة مكة إلى بلاد الشام، واقتنعت قيادة البطون باستحالة استئصال محمد، وبعدم قدرتها على فك الحصار واحتارت ماذا تفعل بهذا الوقت بالذات قرر النبي أداء العمرة ولما دنى من مكة اعترضته البطون ثم صالحته وخلت بينه وبين العرب وعقدت معه هدنة لعشر سنين، واعتبر هذا الصلح فتحا مبينا لأنه أعطى محمدا مراده (أن تخلي قريش بينه وبين العرب) ورفعت بطون قريش؟ عن العرب، وأعطتهم الحرية ليتحالفوا معها أو مع محمد، وفى النبي بعهده وعقده وكانت الهدنة فرصة ذهبية للنبي، إذ قضى خلالها على الخطر اليهودي ففتح فدك، وخيبر وأم القرى وتيماء، وصار اليهود رعايا أقلة، وكانوا من قبل كيانات، وخلال تلك الفترة اقتنعت القبائل الطامعة بغزوه باستحالة ذلك، فهاجم الذين سولت لهم أنفسهم بغزوه قبل أن يهاجموه، وسير بعوثه وسراياه تهديدها للعرب واقتنعت التجمعات العربية أن المستقبل بموالاة محمد أو التظاهر بموالاته، وأن محمدا قد كسب حربه كاملة مع بطون قريش وأن نجم تلك البطون قد أفل، فأخذت قبائل العرب تفد إليه طالبة وده.
لم ينقض النبي عقده ولا عهده مع بطون قريش، ولم يلغ الهدنة بينه وبينها، وعندما رتب النبي أوراقه كاملة وقضى على الخطر اليهودي بذلك الوقت بالذات نقضت بطون قريش عقدها وعهدها
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»