وإبراز أهمية، وتحديد الإمام أو القائد أو المرجع الذي سيخلف النبي بعد موته، وتقديمه للأمة على أساس أنه وليها وقائدها ومرجعها بعد موت النبي، وبيان الحكمة من اختياره بالذات، وبيان طريقة انتقال منصب الإمامة أو القيادة أو المرجعية من إمام إلى إمام. لأن أخطر ما يواجه الأمة من بعد وفاة الرسول هو الصراع على الرئاسة. وانصب اهتمام النبي على إقناع الأمة بأن الإمام من بعده يجب أن يكون الأعلم والأفهم بالدين، والأفضل والأتقى، وأصلح الموجودين في زمانه، وتلك صفات لا يعلمها إلا الله تعالى ومن هنا فإنه صلى الله عليه وآله لم يحدد هذا الإمام من تلقاء نفسه، ولم يقدمه للأمة لتعرفه الأمة لتعرفه من تلقاء نفسه إنما الله تعالى هو الذي اختار الإمام من بعده، وأهله للإمامة، وأمر نبيه أن يقدمه للمسلمين كإمام وكقائد وكمرجع لهم بعد وفاة نبيهم، وأكد لهم أن الأمور البسيطة يرقب أوامر الله فيها فكيف بأمر على مستوى خطوره الإمامة أو القيادة أو المرجعية (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) فالله سبحانه وتعالى هو الذي اختار الإمام وحدده وأهله وبين طريقة انتقال الإمامة من إمام إلى إمام على اعتبار أن الإمامة جزء لا يتجزء من الدين وبيانها واجب على النبي، إذ من غير المعقول أن يبين الرسول المهم ولم يترك الأهم قرار اختيار الإمام من بعد النبي أعلن يوم أعلنت النبوة بعد الانتصار الأعظم بفتح مكة وتصفية جيوش الشرك، ودخول الناس في دين الله أفواجا بدأت الأمة باستعراض بطئ لسيرة محمد الرجل
(٣١٦)