وبني هاشم وشنت البطون حملات إعلامية ظالمة على النبي، وشوهت سمعته عند العرب، فقالت إنه ساحر، وإنه مجنون، وإنه شاعر، وإنه كاهن، وإنه كاذب، ووصفت القرآن الكريم بأنه من أساطير الأولين، وقدرت أن إعلامها الفاجر سيوقف محمد، وينزع منه فكرة النبوة، وسيصد عند العرب، لقد نجحت بطون قريش بصد العرب عن محمد، ولكنها فشلت بنزع فكرة النبوة من عقله وقلبه، وأمام تزايد الذين اتبعوه قررت أن تقتل النبي، وأشاعت قرارها لترصد ردة الفعل الهاشمي وتولى أبو طالب الرد وأثبت لقادة البطون أنه لو صدقت الشائعات بأن محمدا قد قتل لقتل قادة بطون قريش واقتنع قادة البطون بذلك (3) وأدركوا أن الحل الأوحد يتمثل بمقاطعة بني هاشم وحصرهم، ونفذوا قرار المقاطعة والحصار، وبعد ثلاث سنين من الحصار والمقاطعة خرج الهاشميون وهم أكثر قوة وأخيرا قررت بطون قريش أن تشترك بقتل النبي، واختارت فتية من جميع البطون لينفذوا قرار القتل ولكن النبي هاجر إلى المدينة وفشلت مؤامرة القتل، فجن جنون البطون وخصصت الجوائز لمن يقبض على النبي حيا أو ميتا وطاردت النبي في طريق هجرته المباركة ولكن المطاردة فشلت أيضا. وتمكن النبي من إقامة كيان سياسي له في يثرب، وفرض حصار على طريق مكة إلى بلاد الشام وهدفه من هذا الحصار أن يحمل قريش على الاعتراف به وعلى أن تخلي بينه وبين العرب، ولكن قريش رفضت ذلك رفضا قاطعا، فاصطدم النبي مع جيشها في بدر وهزمها هزيمة ساحقة، وقتل خيرة رجالها وبعد سقوط القتلى في بدر صارت بطون قريش تحقد على النبي وعلى بني هاشم، وهكذا جمعت الحسد والحقد، وفي معركة أحد ثأرت قريش لقتلاها، وقررت أن تستأصل محمدا فتعاونت البطون
(٣٠٨)